أحدث الأخبار
  • 10:16 . إبراهيم دياز يقود ريال مدريد للفوز والاقتراب من لقب الدوري الإسباني... المزيد
  • 09:25 . رئيس بلدية لندن المسلم صادق خان يفوز بولاية ثالثة... المزيد
  • 08:39 . الشارقة تعلن اكتشافاً جديداً للغاز في حقل "هديبة"... المزيد
  • 08:04 . وكالة: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة وما إذا كانت ستواصل الوساطة... المزيد
  • 07:16 . "الإمارات للألمنيوم" تستكمل الاستحواذ على "ليشتميتال" الألمانية... المزيد
  • 07:14 . بفوز ثمين على بورنموث.. أرسنال يحكم قبضته على صدارة الدوري الإنجليزي... المزيد
  • 07:11 . السعودية تجدد المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة... المزيد
  • 07:06 . ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34 ألفا و654 منذ سبعة أكتوبر... المزيد
  • 11:54 . توقعات بتأثر جميع الشركات الإماراتية بقانون الإفلاس الجديد... المزيد
  • 09:13 . عشرات القتلى والمفقودين جراء الفيضانات في البرازيل... المزيد
  • 09:13 . أمريكا.. مشرعون ديمقراطيون يؤكدون لبايدن انتهاك "إسرائيل" للقانون الأميركي... المزيد
  • 09:01 . الإمارات وأوزبكستان توقعان مذكرة تعاون بمجال الاستثمار بالبنية التحتية الرقمية... المزيد
  • 08:50 . أمريكا.. طلاب بجامعة برينستون يضربون عن الطعام تضامنا مع غزة... المزيد
  • 08:42 . باحثة ألمانية: الضحك قد يكون وسيلة علاجية... المزيد
  • 08:23 . الوحدة يتوج بطلاً لكأس مصرف أبوظبي الإسلامي على حساب العين... المزيد
  • 08:14 . اليابان تفوز بكأس آسيا لكرة القدم تحت 23 عاماً... المزيد

الثرثرة فن إسعاد القارئ!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 16-08-2018

كتب أحدهم أن رباعية نابولي المعروفة بـ«صديقتي المذهلة» للكاتبة الإيطالية إلينا فيرّانتي، وهي بالفعل رواية ضخمة، تتألف من أكثر من 2200 صفحة في مجموع أجزائها الأربعة، حظيت بتقدير كبار النقاد وصحف المراجعات الأدبية «إنها رواية شيقة فعلاً لكنها محشوة بتفاصيل التفاصيل، وبالكثير من الثرثرة تماماً كما أنك جلست إلى امرأة إيطالية طاعنة في السن، راحت تحكي لك ذكرياتها في 500 صفحة، ثم التقطت أنفاسها وطلبت منك أن تحضر في الغد لتكمل لك الثرثرة في 600 صفحة أخرى...». 

 عادة ما ينتج اختلاف الأذواق أحكاماً متباينة ومتضادة، وهو أمر مشروع، تكفله حرية الرأي والاختيار، لكن السؤال يحضر حين يكون هناك حكم على التفاصيل، وتحديداً على تفصيلة الثرثرة: فما الرواية سوى فن سرد التفاصيل بطريقة شيقة؟ تجعل القارئ يفتقدها سريعاً ويقبل عليها ويتعلق بها، القارئ كائن متلصص من طراز رفيع ليس أكثر، ولذلك يقرأ الروايات! 

 الرواية فن تتبع وسرد تفاصيل التفاصيل، لكل ما يخص حيوات الأبطال الذين نرسمهم ونرفع بهم عالماً متخيلاً، نخلقه ككتاب ونحركه ونتحكم فيه بالمزيد من التفاصيل والثرثرة، لا نتحدث عن التفاصيل التافهة ولا الثرثرة السطحية حتماً، لكن التفاهة والسطحية والتلصص هي جزء من الحياة حولنا، وما الرواية سوى عالم متخيل مستقى من الحياة لا أكثر، إن سرد التفاصيل بطريقة الثرثرة ليس عيباً، فنحن أمام رواية ولسنا أمام كتاب فلسفة! 

 في رواية «الباب» للمجرية ماجدة سابو، المزيد من الثرثرة، وحكي لا متناهي حول تفاصيل التفاصيل لعلاقة غريبة جداً، ربما لم تتناولها الأعمال الروائية العربية مطلقاً، إنها العلاقة بين الكاتبة المشهورة ربة البيت والخادمة غريبة الأطوار، قوية الشخصية، شديدة الحضور التي ستعمل في منزل الكاتبة لأكثر من عشرين عاماً، أما الثرثرة فستطال تفاصيل شخصية الخادمة، هذه الشخصية التي ستسيطر على حياة الكاتبة «كسلطة حقيقية» كما في بيوت أغلبنا، لكن دون أن نفكر في معرفة أية تفاصيل حولها، أو نلتفت لحياتها وماضيها وأسرارها! 

ماجدة سابو تفعل ذلك!ماجدة سابو تفعل ما هو أكثر، فتجعل الكاتبة الشهيرة المثقفة، تحترم وتخاف وتحب الخادمة التي وجدت فيها ذاتها التي كانت تبحث عنها، ولم تجدها بل ربما لم تستطع أن تمتلكها يوماً: أن تكون متواضعة ومتفهمة وقادرة على التواصل والإحساس بالآخرين، وأن تدرك أن الآخر مثلنا له روح إنسانية، وشخصية عميقة تفهم الحياة بشكل لم يخطر لنا على بال، كما هي الخادمة!

الثرثرة فن إسعاد القارئ! - البيان