أحدث الأخبار
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد
  • 06:56 . العفو الدولية تحث على منع أبوظبي من تسليح الدعم السريع... المزيد

العلم والأخلاق

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 24-08-2018

صحيفة الاتحاد - العلم والأخلاق

عندما تحدثت عن الدراسات العليا «الماجستير والدكتوراه»، كنت أعرف أنها هي مصنع العلم، ونهضة الأمة وتقدمها، وهي خط الدفاع الأول نحو النهضة العلمية، وكان من الضروري أن نتحدث عن هذا الموضوع بعد أن أحس الجميع أن هناك أزمة وخللاً أصاب هذا القطاع، بعد أن فقدت الرسائل العلمية العليا والألقاب بريقها العلمي، وأصبح الفساد ينخر فيها مثل السوس في جميع التخصصات، وقد لخص لنا الفيلسوف الدكتور عبدالرحمن بدوي في كتابه «سيرة حياة»، «الجزء الأول، ص 203»، عندما قال: «حرصت منذ أول سفر إلى باريس 1946 على حضور مناقشات رسائل الدكتوراه للكثير من الطلبة العرب والمسلمين، لكن للأسف مستوى المناقشة لم يكن رفيعاً في كثير من الأحيان، وظل ينحط شيئاً فشيئاً حتى بلغ الدرك الأسفل في الثماني عشرة سنة 1967 - 1985- لهذا لم أعد أحضر هذه المناقشات، إذ رأيت مشرفين على رسائل يعترفون أمام الجمهور بأنهم لم يقرؤوا من «فرنسي متوسط الثقافة»، أو لا يتكلمون إلا عن أمور تافهة سطحية لا علاقة لها بموضوع الرسالة، مثل: الفهارس، أو بعض العبارات الفرنسية غير الصحيحة أو أرقام صفحات المراجع إلى آخر هذه الترهات التي لا يخجلون من إضاعة الوقت المخصص لهم في ذكرها، وتظهر هذه البلية أكثر ما تظهر في الرسائل المندرجة في ميدان الدراسات الإسلامية والعربية، حيث يقل جداً عدد المتخصصين ولا يتورع الباقون عن الإشراف على الرسائل في موضوعات لم يسمعوا بها من قبل، وبلغ بعضهم في هذا الباب ذروة الحماقة، فراح يتباهى بأنه يشرف على خمسين رسالة في آنٍ واحد منها ما هو في الفلسفة، وفي الجغرافيا، وفي التاريخ، وفي الرياضيات والعلوم وتخطيط المدن وفي السحر وفي العقاقير كأنه عليم بكل شيء، بينما في الواقع الجهل متجسداً والغباء يسير على قدمين، ولهذا انهارت قيمة الدكتوراه وصارت غير ذات قيمة».
العلم نور كما يراه الشيخ علي الطنطاوي، يرحمه الله، في كتابه «كلمات صغيرة»، وليس التمحور في الألقاب التي ابتذلت، بل «العالِم هو من أنجز وقرأ كثيراً، وفهم ما قرأ وعقل ما فهم، وعمل بما علم، لم يسرق شهادة أو كتاب العلم، من ابتكر أسلوباً جديداً».
ثم يتابع: «سمعت في الراديو من يتحدث إلى الناس، كما يتحدث في القهوة، ورأيت المتحدث لا يستطيع أن يحرك حرفاً، فهو يلحن في بناء الكلمة وإعرابها، ولا يعرف من اللغة شيئاً، ولا من النحو، ولا من الصرف، فأغلقت الراديو، حتى إذا ظننت أنه انتهى فتحته، فسمعت من المذيع أن المتحدث هو أستاذ في كلية الآداب لا يستطيع أن يقرأ كلاماً كتبه هو وضبطه، وهو يقرأ متفرداً ونحن الطلاب كنا نرتجل الكلام ارتجالاً فلا نلحن فيه».
وأضاف محذراً: «إن الأمة إذا استمرت على هذا الحال، سيكون ذلك خطر عليها، وكل ما بنته في مطلع فجر هذه النهضة من خمسين سنة سينهار، ما دامت الأمة تعلق الأمر بالشهادة دون أن تركز على علم ومعرفة ومهارة وإبداع الشخص». لقد تغير تركيب المجتمع العربي خلال العقود الماضية في العديد من المتغيرات السياسية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية، حسب رؤية عالم الطب النفسي الدكتور أحمد عكاشة، وانعكس كل ذلك على الحالة التي نراها الآن، وهو يقول: «فبدلاً من تعلم الحساب والجغرافيا والتاريخ، يجب على المدرسة أن تعلم طلابها الأخلاق، الأب الذي يُحضر لابنه ورقة أسئلة الامتحان ليغش، فهو أب كاذب ولص، وهذه الأخلاقيات تجعل الطفل فهلوياً ليس لديه مصداقية». أي أنه ميت الضمير يتجه نحو المستقبل بعمل فاسد.