ورأت الافتتاحية، على ضوء هذه الاتهامات، أن "هناك تفسيرات عديدة أيضاً لدور الإمارات في إقليمها المحيط، وفي المنطقة العربية والعالم، تبدأ من الفرضية البسيطة التي تركّز على العقلية الخليجية و«الكيد السياسي العربيّ»، وهي تحلّل انتقال الإمارات فجأة من كونها مجرد مركز ماليّ وعقاريّ ضخم للشركات العالمية، إلى موقع كبير لتمويل صفقات الأسلحة ولوبيات العلاقات العامة والتدخّل في سياسات الدول المحيطة وصولاً إلى الانقلاب على الثورات العربية ودعم الثورة المضادة في مصر وسوريا واليمن وليبيا وتونس،..، لتقرر ردا على ذلك خوض «السوق» السياسية بطريقتها نفسها في تبييض الأموال والإفساد السياسي للنخب الحاكمة"، على حد مزاعم الصحيفة التي استغلت غياب موقف إماراتي رسمي من هذا التحقيق ما فتح الباب واسعا للإساءات والتكهنات.
وزعمت الصحيفة، أن: "وجود «تبييض» الأموال في الإمارات منذ عشرين عاما، حسب الصحيفة، يفتح الباب لتفسير إضافيّ، فالتاريخ القديم لـ«تبييض» الأموال في الإمارات، برغم الثراء الكبير الذي تتمتع به، يقتضي وجود علاقات وثيقة مع الطغم السياسية الحاكمة في بلدان العالم، والتي تحتاج إلى تهريب أموالها لملاذات آمنة في دول لا تأبه لأحكام القانون الدوليّ، وتزدهر فيها الشراكة بين السياسة والمال بشكل يصعب فصمه"، على حد تعبيرها.
وخلصت الافتتاحية: "بهذا المعنى فإن «تبييض» الأموال الناتجة عن سرقات النخب السياسية وأباطرة المال والمخدرات والجريمة يخلق المناخ المناسب للفساد السياسي المعمّم ويجد علاقاته الطبيعية مع الدول الدكتاتورية وطغمها الفاسدة، وهو على علاقة كره مقيم بأي حركة تاريخية يمكن أن تؤدي إلى حكومات ديمقراطية ومحاسبة للطغاة وأزلامهم وشركائهم من أباطرة المال والجريمة والمخدرات"، على حد قولها.