أظهرت دراسة بريطانية حديثة، أن مضادًا حيويًا يستخدم عادة لعلاج التهابات القولون والإسهال قد يساعد في علاج أخطر أنواع سرطان الجلد وهو الميلانوما.
الدراسة أجراها باحثون في معهد مجلس البحوث الطبية للوراثة والطب الجزيئي في جامعة أدنبرة البريطانية، ونشروا نتائجها، اليوم الإثنين، في دورية (Cell Chemical Biology) العلمية.
وأجرى الفريق دراسته لاكتشاف فاعلية عقار "نيفوروكسازيد" (Nifuroxazide) وهو مضاد حيوي يستخدم كمطهر معوى واسع المدى لعلاج الإسهال والنزلات المعوية والتهابات القولون، لدى البالغين والأطفال فوق سن السادسة.
وأوضح الباحثون أن أورام سرطان الجلد قد تستجيب للعلاجات الحالية للمرض، لكن بعضها لا يستجيب ويصبح سرطان الجلد مقاوما للأدوية، ما يدعم نمو الورم وانتشاره.
وكانت دراسات سابقة أظهرت أن الخلايا السرطانية المقاومة للأدوية تنتج مستويات عالية بشكل خاص من إنزيم يدعى (ALDH1).
وللبحث عن طرق للتعامل مع هذه الخلايا السرطانية الأكثر خطورة، جرب الفريق المادة الفعالة الموجودة في عقار "نيفوروكسازيد" لوقف إنتاج هذا الإنزيم، وتدمير الخلايا التي تفرزه بمستويات عالية.
وزرع الفريق عينات من سرطان الجلد البشري في الفئران ثم عالجوها باستخدام "نيفوروكسازيد"، ووجد الباحثون أن هذا المضاد الحيوي قتل بشكل انتقائي خلايا الورم التي كانت تنتج مستويات مرتفعة من إنزيم (ALDH1)، كما أنه لم يلحق ضررا بأنواع الخلايا الأخرى.
وقال ليز باتون، قائد فريق البحث: "لن يكون هناك علاج سحري واحد لاستهداف أورام سرطان الجلد، لأن الاختلافات الموجودة داخل الأورام تعني أن هناك حاجة إلى علاجات مشتركة".
وأضاف: "لقد أظهرت دراستنا أن هذا المضاد الحيوي الذي يستخدم في الغالب لاستهداف بكتيريا الأمعاء يمكن أيضا أن يستهدف ويقتل الخلايا السرطانية".
وأشار إلى أن "من الرائع أن يتم اعتماد هذا المضاد الحيوي للاستخدام لدى البشر، لكنه بما أنه لم يكن مصممًا كدواء للسرطان، لا نزال بحاجة إلى معرفة ما إذا كان آمنا وفعالا بالنسبة لمرضى السرطان، على سبيل المثال، هل يمكنه الوصول إلى السرطان في الجسم وما هي الجرعات المطلوبة، لجعله فعالا بشكل أكبر على الخلايا السرطانية، وهو ما سنعرفه في الدراسات المقبلة".
والورم الميلانيني أو الميلانوما هو أخطر أنواع سرطان الجلد، ويتطور في الخلايا المسؤولة عن إنتاج الميلانين (Melanin)، وهو الصباغ الذي يعطي الجلد لونه.
وسرطان الجلد هو أكثر أنواع السرطان شيوعا في الولايات المتحدة، ووفقًا لتقدير المعهد الوطني للسرطان بأمريكا، فقد تم تشخيص نحو 74 ألف حالة إصابة جديدة من سرطان الجلد في البلاد خلال عام 2015.