أحدث الأخبار
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد
  • 07:40 . رئيس الدولة يزور قبرص لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين... المزيد
  • 07:21 . في ذكرى انطلاقة حماس.. خليل الحية يدعو لسرعة تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة غزة... المزيد
  • 06:13 . أستراليا.. 11 قتيلا في إطلاق نار على احتفال يهودي... المزيد
  • 06:00 . خبير إسرائيلي: الانتقالي سيطر على حضرموت بمساعدة أبوظبي وتل أبيب... المزيد
  • 12:02 . صحيفة عبرية تكشف ملابسات استهداف القيادي القسامي رائد سعد... المزيد
  • 11:01 . مقتل ثلاثة أمريكيين في هجوم لمشتبه بانتمائه للدولة الإسلامية بسوريا... المزيد
  • 10:24 . حلفاء أبوظبي يرفضون طلب الإمارات والسعودية بالانسحاب من شرقي اليمن... المزيد
  • 06:35 . سلطات غزة تعلن حصيلة الأضرار الكارثية لمنخفض "بيرون"... المزيد
  • 12:11 . إيران تصادر ناقلة نفط في خليج عمان... المزيد

المتشبثون بهويتهم

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 18-10-2018

في مرحلة ما من عمرك تعتقد أنه من حقك أن تكون كما تريد، أو كما تحلم، وأن تعيش حياتك بالأسلوب الذي تظن أنه مناسب لك، وأنه يجدر بك أن تمضي أيامك بتلك الخفة والحرية التي تعينك على تحقيق ما حلمت وما تطلعت إليه، يشمل ذلك نوعية الأفكار والقناعات والتوجهات التي تملأ رأسك، وتنطلق منها في تعاملك مع خالقك، نفسك، أهلك، أصدقائك، ومع الآخرين والحياة كلها، مع السفر والكتب والموسيقى والسينما والطعام، ونمط الثياب والأزياء التي ترتديها، ونوعية القهوة التي تعدل مزاجك، وتعالج بها صداع رأسك، كل ذلك من حقك طالما كنت قادراً على تحمل استحقاقات هذه الحرية!

 ليس لأحد أن يعترض على أصدقائك، أو فرع الدراسة التي اخترتها، أو على جنسية أصدقائك، أو موضة بنطالك، أو كمية السكر في فنجان القهوة خاصتك، أو روايات الجريمة التي تدمن قراءتها، بينما أنت تتجاوز سن الشباب بسنوات وتبدو ناضجاً بما يكفي لأن تتجه - حسب رأي الآخرين - لقراءات نوعية ككتب التاريخ والاقتصاد، أو روايات نجيب محفوظ وغارسيا ماركيز، بينما تعتقد أنت أن ذائقة الكتب التي تفضلها تخصك وحدك، فأنت تقرأ هذه الكتب لأنها تروقك، وتحقق لك توازناً ومتعة من نوع ما، ثم نقطة على السطر!!

 مثل هذه التفاصيل التي لا يصح أن يتدخل فيها الآخرون، أو يقال عنها صغيرة، أو غير ذات أهمية طالما أنها تصنع الفرق في حياتنا، وتشكل فارقاً حقيقياً في توازننا ودرجة ثقتنا بأنفسنا، فنحن إن لم نتعلم باكراً كيف نختار ما يحدد تضاريس شخصيتنا، وكل الجهات الأصلية والفرعية التي تأخذنا إلى فضاءاتها ومتاهاتها لنتعرف إلى أنفسنا، وإلى قدرتنا على الاختيار وطرح الأسئلة والبحث عن الإجابات، إن لم نتدرب على ذلك منذ طفولتنا وبعيداً عن الوصاية المرهقة والرقابة اللصيقة وتعليمات (افعل ولا تفعل)، فإننا يقيناً لن نتعرف إلى إمكانياتنا وحدودنا، ولن نعي هويتنا الفعلية التي سننطلق بها للعالم ونحن نتعامل معه، ونسافر إليه ونتناول طعامنا معه، ونقرأ كتبه، ونشتري منه ونتحدث لغته! 

 يدمن الكبار، بكل المعاني التي يحيل إليها وصف الكبار، ممارسة لعبة تأطيرنا، وتحديد الصورة التي يجب أن نكونها ونظهر بها أمام الآخرين، لأنها الصورة التي تروقهم وتناسبهم وتريح قناعاتهم، ثم ماذا؟ ماذا عنا؟ عن هذه الفتاة أو هذا الشاب الصغير الذي يبحث عن هويته الخاصة، ليست تلك التي تحددها البطاقة المدنية، ولكن التي تتفق مع خريطته الروحية والذهنية بعيداً عما يروق الآخرين؟؟