أحدث الأخبار
  • 12:27 . انطلاق معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 33... المزيد
  • 11:17 . النفط يتراجع مع استمرار محادثات وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 11:10 . توقعات بارتفاع أسعار البنزين في الإمارات خلال مايو بسبب الصراع "الإسرائيلي الإيراني"... المزيد
  • 10:50 . مانشستر سيتي يواصل مطاردة أرسنال بثنائية في مرمى نوتينجهام... المزيد
  • 10:43 . وزير الخارجية الأمريكي يصل السعودية لبحث الحرب على غزة... المزيد
  • 10:16 . لوموند: فرنسا تخفض صادرات أسلحتها لـ"إسرائيل" لأدنى حد... المزيد
  • 12:10 . مباحثات كويتية عراقية حول دعم العلاقات والأوضاع في غزة... المزيد
  • 09:04 . وزير إسرائيلي يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو إذا منع وزراء فيها صفقة مع حماس... المزيد
  • 08:21 . أرسنال يعزز صدارته للدوري الإنجليزي بفوز مثير على توتنهام... المزيد
  • 07:24 . على خلفية المظاهرات المناصرة لغزة.. عبدالله بن زايد يذكِّر الأوروبيين: لقد حذرتكم من الإسلاميين... المزيد
  • 07:17 . وزير الخارجية البحريني يصل دمشق في أول زيارة منذ الثورة السورية... المزيد
  • 07:11 . اجتماع عربي إسلامي في الرياض يطالب بعقوبات فاعلة على الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 12:16 . "الأرصاد" يحذر من تأثر الدولة بمنخفض جوي خفيف اعتباراً من الثلاثاء... المزيد
  • 11:48 . محمد بن راشد يعتمد تصاميم مبنى المسافرين الجديد في مطار آل مكتوم الدولي... المزيد
  • 11:47 . "أدنوك للإمداد والخدمات" تعقد أول جمعية عمومية سنوية في 29 أبريل... المزيد
  • 11:01 . المركزي: 41.6 مليار درهم ودائع جديدة قصيرة الأجل مطلع العام... المزيد

الطريق إلى الله

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

للحديث عن أهل الصلاح من العباد والزهّاد لذَّة، ففي سيرة أولئك الناس من السلف الصالح نموذج وتاريخ مليء بمشاعل النور الذي يضيء القلوب بعد أن فقدت، بفعل مزالق الدنيا، طريقها إلى الله تعالى، فقست وخمدت أمام العواصف المادية التي تجعل الإنسان يتحرَّك وكأنه محمول برياح الحياة وعواصفها دون هدف..!

إنهم العابدون الزاهدون الذين استظلوا بنور الله ولزموا ظلاله واستطاب لهم الاستمتاع بلذة معرفته ومذاق عبادته، ولم يجدوا حلاوة ولا لذة في هذه الدنيا أفضل من اللذة التي يتحدث عنها أبو بكر الصديق رضي الله عنه حين يقول: «كنا ندع سبعين باباً من الحلال مخافة أن نقع في باب من الحرام». لذلك كان أحد العارفين إذا مد يده إلى طعام به شبهة، ضرب على رأس إصبعه عرق، فيعلم أنه غير حلال. وكما يقول عبد الله بن المبارك، فإن «دوام المراقبة في السر والعلانية هو الذي يهيج الخوف حتى يسكن في القلب»، والخوف، كما يقول «بشر الحافي»، «ملك لا يسكن إلا في قلب متقي». وإذا سكن مثل هذا الخوف من الله عز وجل في القلب، فإنه يصلح مواضع الشهوات ويطرد رغبة الدنيا.. أي يستصغرها ويمحو آثارها من القلب. وكلما خمدت نيران شهوات الإنسان، أشرق نور التعظيم في قلبه فزاد خشوعه وورعه بل خشعت كل جوارحه لله الواحد الأحد. والخشوع، كما يعرّفه الحسن البصري، هو الخوف الدائم الملازم للقلب، لذلك فقد كان أبو القاسم الجنيد يحدد الشكر بأنه امتناع الإنسان عن الاستعانة بأي من نعم الله التي أنعمها عليه في فعل المعصية.

وكما جاء في «أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير»، فإن المرء إذا أدمن على المعصية يتشرّبها قلبه فتحسن في نظره وتجمل في طبعه فلا يقوى على تركها.

والذكر كما يعرّفه العلماء العارفون على نوعين: ذكر اللسان وذكر القلب. فذكر اللسان يصل به العبد إلى استدامة ذكر القلب، فإذا كان العبد ذاكراً بلسانه وقلبه فهو الكامل في وصفه وفي سلوكه، لذلك يقول الله تعالى في حديثه القدسي: يا ابن آدم لقد خلقت كل شيء من أجلك وخلقتك من أجلي. وقد وضّح ابن مسعود رضي الله عنه هذه الصورة عندما قال: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً ثم قال: هذا سبيل الله، ثم خط خطوطاً عن يمينه وخطوطاً عن يساره ثم قال: هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليها، ثم قرأ هذه الآية من سورة الأنعام: «وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ» (الأنعام: الآية 153».

وجاء أيضاً في «تفسير أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير»، أن الله أرسل رسلا إلى أممهم فأمروهم بالإيمان والتوحيد والعبادة، فكفروا وعصوا فأخذهم الله تعالى بالشدائد، من حروب ومجاعات وأمراض، لعلهم يتضرعون فيرجعون إلى ربهم، ولما لم يفعلوا «وقست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون» من المعاصي ونسو ما ذكرتهم به رسلهم، فتح الله عليهم أبواب كل شيء من الخيرات، حتى إذا فرحوا بذلك وسكنوا إليه واطمأنوا ولم يبقَ بينهم من هو أهل للنجاة، قال تعالى «أخذناهم بغتة»، أي فجأة، بأنواع من العذاب الشديد.