أكد المبعوث الأمريكي إلى سوريا، جيمس جيفري، أن بلاده حريصة على ألَّا تقدم رحيل رئيس النظام السوري، بشار الأسد، كشرط مسبق، خلال التصريحات العلنية أو خلال حديثها مع الحكومات الأخرى حول القضية السورية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي للمسؤول الأمريكي عقده في بروكسل، حيث قال: "تتمثل شروطنا بعملية سياسية لا رجعة فيها، والهزيمة الدائمة لداعش، ومغادرة كافة القوات التي تقودها إيران كامل سوريا، هذه هي المغذيات الثلاثة للصراع التي نريد أن يتم إصلاحها، ليست مغادرة الأسد الحكم شرطاً في حد ذاته"، بحسب ما نقلت عنه "CNN" الأمريكية.
وتابع قائلاً: "نحن بحاجة إلى حكومة لا تستخدم الأسلحة الكيمياوية ولا تهدد جيرانها ولا تلقي بالبراميل المتفجرة وتتوقف عن محاولة قتل شعبها"، مضيفاً: "نريد حكومة يكون نصف عدد سكانها الذي تحدثت للتو عن أنه غادر البلاد مستعداً للعودة إليها وخدمتها".
ولفت جيفري إلى أن "الأسد إذا كان قادراً على خدمة حكومة مماثلة فليتابع في الحكم، ولكنني أشكك جداً في ذلك".
ويأتي كلام المبعوث الأمريكي بعد ساعات من حديث وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس الذي قال إن عملية إخراج الأسد من السلطة يجب أن تكون عملية مدارة.
ولفت ماتيس في تصريحه إلى أن "أي انتخابات تحت نظر النظام السوري لن يكون لها أي مصداقية، بالنسبة للشعب السوري والمجتمع الدولي".
وشكّل الملف السوري خلال الأسبوع الماضي محور حركة سياسية متسارعة، بدأت بزيارة المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا، ثم توجه وفد من المعارضة السورية برئاسة نصر الحريري إلى موسكو، وأخيراً قمة إسطنبول التي جمعت قادة كل من تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا.
وسبق أن توصلت روسيا وتركيا في 17 سبتمبر الماضي الى اتفاق بإقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب ومحيطها، بعدما لوح النظام السوري على مدى أسابيع بشن عملية عسكرية واسعة ضد آخر معاقل الفصائل المعارضة المسلحة.
وتمّ بموجب الاتفاق سحب كل الأسلحة الثقيلة من المنطقة المنزوعة السلاح، في حين لا يزال يُنتظر انسحاب الفصائل المسلحة منها.
وجاء هذا الاتفاق بعد استعادة قوات النظام خلال الأعوام الثلاثة الماضية أكثر من ثلثي مساحة البلاد بفعل الدعم الروسي، ولا تزال هناك منطقتان كبيرتان خارجتان عن سيطرته هما إدلب ومحيطها حيث النفوذ التركي، ومناطق سيطرة الأكراد المدعومين أمريكياً في شمال شرق البلاد.