أحدث الأخبار
  • 10:28 . مسؤول أمريكي سابق: أبوظبي استخدمت ثروتها ونفوذها السياسي لتأجيج الصراع في السودان... المزيد
  • 10:26 . البرهان يزور تركيا مع اشتداد المعارك مع قوات الدعم السريع... المزيد
  • 08:40 . سلطان القاسمي يوجه بتسكين جميع الأئمة والمؤذنين في مساجد الإمارة على كادر حكومة الشارقة... المزيد
  • 02:41 . دبي تدخل المرحلة الأخيرة من حظر المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام... المزيد
  • 02:31 . "أطباء السودان": الدعم السريع تحتجز 73 امرأة و29 طفلة... المزيد
  • 12:10 . الإمارات تسلّم "زعيم شبكة لتهريب البشر" إلى السلطات الهولندية... المزيد
  • 11:57 . الدكتور يوسف اليوسف: على أبوظبي مراجعة سياساتها بعد أن أصبح اسمها مقروناً بالتعاون مع الأعداء... المزيد
  • 11:45 . مواطنون يقترحون حوافز مالية وتقليص دوام الأمهات لمواجهة تراجع المواليد... المزيد
  • 11:16 . السعودية تحذّر المجلس الانتقالي من التصعيد في حضرموت والمهرة... المزيد
  • 10:32 . الإمارات ترحب باتفاق تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين... المزيد
  • 09:48 . عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى وعمليات هدم واسعة بالقدس... المزيد
  • 12:42 . ترحيب خليجي باتفاق تبادل الأسرى في اليمن... المزيد
  • 12:32 . كيف ساهمت أبوظبي في ضم كازاخستان إلى اتفاقيات التطبيع؟... المزيد
  • 12:20 . "الموارد البشرية والتوطين" تلغي ترخيص مكتب لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد
  • 12:17 . تقرير: توقعات إيجابية لنمو اقتصاد الإمارات واستقرار التضخم... المزيد
  • 12:08 . تونس تحكم بالمؤبد على 11 متهماً باغتيال مهندس "كتائب القسام" محمد الزواري... المزيد

داعش والمسيحيون في العراق

الكـاتب : محمد عبد الله المطوع
تاريخ الخبر: 30-11--0001

بات من الواضح تماماً، ومن دون أدنى شك، أن ما يطلق عليه اسم تنظيم «داعش» يسعى أتباعه من الإرهابيين والمرتزقة الجدد إلى تدمير العراق من جديد، وكأنه لا يكفيهم بعد ما أصاب ذلك الوطن من دمار، من الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة (بريطانيا) بناءً على حجج وأسباب كاذبة، وبحجة الدفاع عن أمن المنطقة وحماية البشرية التي تقطن تلك المنطقة.

إن الهجوم على الإخوة المسيحيين في العراق ومحاولة دفعهم إلى الشتات، لهو جريمة إنسانية تاريخية لا تقبلها الأديان ولا القوانين والأعراف الدولية، فهؤلاء المسيحيون يسكنون هذه الأرض منذ ما يزيد على 1500 سنة، أي أنهم هم الأصول قبل أن يبعث الله نبيه محمداً عليه الصلاة والسلام، وقبل أن يدخل الإسلام العراق، وهل سمعنا في تاريخ الفتوحات الإسلامية عن طرد أو تهجير بالقوة لأهالي البلاد التي فتحها المسلمون الأوائل؟

وأغرب من ذلك البيان الصادر عن داعش والذي يدعو فيه الإخوة المسيحيين إلى اعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو إنقاذ أرواحهم من دون أية أمتعة. وفي حالة رفضهم ذلك ما لهم إلا السيف! هل هذا أمر معقول! في أي عصر نحن نعيش الآن؟ وأين المجتمع الدولي من كل هذا؟

لا يختلف اثنان على أن هذه السلوكيات أبعد ما تكون عن الإسلام، دين المحبة والإخاء والمساواة والعدالة، بل إنها أبعد عن كل الديانات والعقائد والأعراف.

هناك خوف وقلق حقيقي مما يمكن أن يحدث للعراق بعد أن يغزوه هؤلاء الهمج من الإرهابيين المرتزقة المأجورين من أجل القتل والخراب، هناك خوف من أن يقدم أولئك الإرهابيون المتوحشون ممن يسيئون للدين الحنيف، إلى حرق التراث الإنساني في العراق وهدم الكنائس ذات التاريخ القديم والعريق، مثل مطرانية السريان الكاثوليك. إن الدراسات التاريخية والاجتماعية وحتى السياسية، تؤكد أنه على مدى 1400 سنة من تاريخ الدول الإسلامية والعربية، كان التعايش السلمي بين كل الديانات المختلفة والشعوب المختلفة..

وساد احترام عقائد الآخرين، ولم نسمع في هذا التاريخ الطويل عن أحداث حرق للكنائس من قبل المسلمين، وها قد بدأت المحرقة التاريخية بحرق مطرانية السريان الكاثوليك في الموصل، وكأنهم بذلك يحاكون ما جرى في أفغانستان أواخر القرن الماضي. وقد بدأت الهجرة الجماعية، حيث قام ما يزيد على 60 ألف مواطن من الطائفة المسيحية والشبك والتركمان والإزيدية، من الموصل إلى الخارج.

هل ما يجري في العراق جاء لصالح الشمعدان الصهيوني اليهودي، وكأن أولئك الصهاينة واتباعهم يسعون لجر العراق إلى التقسيم من جديد، والقضاء على الدولة المدنية، وهدم أعمدتها الأساسية، ومعاملة جميع أبناء الوطن الواحد على أساس المواطنة، دون تمييز أو اعتداء، باعتبار أن الوطن لجميع مواطنيه.

إن الحروب والمعارك الطائفية في أرجاء المعمورة كافة، جعلت الإنسان الفاقد للأمن والاستقرار يخاف من ظله، ولا يأمن حتى لجيرانه، هل المطلوب خلق إنسان ينزوي في ركن من أركان بيته ولا يجرؤ على التحرك حتى لقضاء احتياجاته ككائن بشري؟

إن الرعب الحقيقي الذي يحير العقل والقلب هو المخطط المدروس لهدم ثقافة وحضارات العرب والمسلمين، بمعاول صنعت على مدى قرون عدة من الزمان وها هي تخرج من التاريخ السحيق إلى الحاضر، لتعلن موت أمم وشعوب قامت على أرضها حضارات عريقة، وساهمت في بناء الحضارة الإنسانية الشاملة.