قال خبراء وأكاديميون في الإعلام والاتصال الجماهيري، إن المغفور له الشيخ زايد، رحمه الله، كان يمتلك رؤية مستقبلية شمولية، تتصف بالحنكة السياسية، وقدرة على استشراف المستقبل.وذلك من خلال "إدراكه المبكر لأهمية ودور الإعلام، كقوة ناعمة، قادرة على توجيه الرأي العام ونقل الصورة الحقيقية بكل شفافية ومصداقية".
ومن هذا المنطلق كانت "علاقته بالإعلام والإعلاميين، علاقة مباشرة، ويحرص على لقاء الإعلاميين والإجابة عن أسئلتهم بشكل مباشر دون الخضوع للإجراءات والبروتوكولات المتبعة للقاء الرؤساء، وساهم ذلك في إيجاد هامش كبير من الحرية والمصداقية للرؤية الإعلامية في مخاطبة الرأي العام".
جاء ذلك خلال منتدى «زايد والإعلام من التأسيس إلى التمكين» والذي نظمه قسم الإعلام والاتصال الجماهيري في جامعة الإمارات. وأشار المشاركون أن الشيخ زايد أعطى اهتماماً ودعماً كبيرين للكوادر الوطنية.
وقال أحد المشاركين، الشيخ زايد، رحمه الله، حكم إمارة أبوظبي في العام 1966، وأجرى أول لقاء صحفي بعد 4 أيام من توليه مقاليد الحكم مع وكالة رويتر، وظل يحرص على لقاء الاعلاميين وممثلي المؤسسات الصحفية من كل المؤسسات والدول، حيث أجرت معه كبريات الصحف العالمية والعربية لقاءت مطولة.
وبعد وفاة الشيخ زايد، رحمه الله، أخذت تنهال الانتقادات الحقوقية الدولية على الممارسة الإعلامية في الإمارات، إذ تحتل الدولة اليوم المرتبة 120 في تصنيف مراسلون بلا حدود الذي يقيس مدى الحريات في دول العالم. أما منظمة فريدوم هاوس فقد اعتبرت الإمارات "غير حرة" بحسب تصنيفها، في مجال حرية الانترنت والإعلام.
ويدعي ناشطون إماراتيون أن سلطات معينة تحتكر اليوم العمل الإعلامي في جميع وسائل الإعلام الحكومية والرسمية، وهناك تغييب وحجب كامل للتنوع والتعددية في طرح الآراء عبر الإعلام في الدولة، معتبرين أن هذا الإعلام يعبر فقط عن وجهة نظر الحكومة ولا يسمح فيه بالتعبير عن رأي الإماراتيين، على حد قولهم، مشيرين إلى لجوء الإماراتيين إلى الإعلام الخاص ومواقع التواصل الاجتماعي والتي باتت أيضا مقيدة بمنظومة من القوانين والتشريعات التي خفضت سقف التعبير عن الرأي إلى الحضيض، إلى حد تعبيرهم.