أحدث الأخبار
  • 10:48 . الحوثيون يعلنون استهداف سفينتين ومدمرتين أميركيتين... المزيد
  • 10:47 . اشتعال الحراك بجامعة كولومبيا وطلاب يسيطرون على اثنين من مبانيها... المزيد
  • 10:45 . التهاب مفاصل الركبة.. الأسباب وطرق العلاج... المزيد
  • 10:44 . انتشال تسع جثث قبالة سواحل بتونس... المزيد
  • 10:44 . النفط يتراجع مع ترقب المستثمرين لمحادثات الهدنة في غزة... المزيد
  • 10:42 . أمير قطر والرئيس الأمريكي يبحثان جهود وقف إطلاق النار بغزة... المزيد
  • 10:40 . برشلونة يتخطى فالنسيا بصعوبة في الدوري الإسباني... المزيد
  • 10:39 . بسبب اتهامات دعمها للقتال في السودان.. التايمز: أبوظبي تلغي اجتماعات وزارية مع بريطانيا... المزيد
  • 09:06 . إسبانيا وأنديتها مهددون بالاستبعاد من البطولات وسحب تنظيم كأس العالم... المزيد
  • 08:56 . النفط مقابل المال.. أبوظبي تقرض جنوب إفريقيا 13 مليار دولار مقابل نفط 20 عاماً... المزيد
  • 07:38 . مظاهرة مناصرة لغزة أمام جامعة "سوربون" في باريس... المزيد
  • 07:01 . بوريل: دول أوروبية ستعترف بالدولة الفلسطينية الشهر القادم... المزيد
  • 06:12 . رغم الحرب.. الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة... المزيد
  • 12:27 . انطلاق معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 33... المزيد
  • 11:17 . النفط يتراجع مع استمرار محادثات وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 11:10 . توقعات بارتفاع أسعار البنزين في الإمارات خلال مايو بسبب الصراع "الإسرائيلي الإيراني"... المزيد

اختبار الحرية الصعب!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 29-11-2018

عند الحديث عن الإعلام تَحْضُر الحرية حتماً، فإذا كان ذلك، وجب على الإعلاميين أخذ الحيطة والحذر، ووجب على الجمهور المتلقي الانتباه جيداً.فلقد مضى زمن طويل وعالمنا العربي كله من أقصاه إلى أقصاه يحلم بالحرية، دون أن يُنْتِج أفعالاً أو ضوابط راسخة تسهم في إقرار الحريات كواقع مستمر يفرض هيبته، لا كحالة مؤقتة ليست أكثر من ردة فعل طارئة، ذلك أن الحرية واقع يتراكم في حياة المجتمعات بالتجربة وليس بالأوامر والأمنيات!الحرية ليست صيغة جاهزة، وهي ليست أوامر عليا على طريقة «كن فيكون»، الحرية جميلة كأغنية وقاسية كمقصلة أيضاً، إنها تعتمد على طريقة وعينا بها وكيفية فهمها ودرجة تحضرنا، وعلى بيئة وبنية القوانين التي تتحرك فيها وبالتوازي معها، الحرية ليست مطلقة كحيوان مفترس، ليس هناك شيء مطلق بلا ضوابط في هذا العالم حتى الحرية، كل مطلق يقود للطغيان، وهذا يؤدي إلى الفوضى حتماً! 

 الحرية درس مبدئي وأساسي في احترام الحقوق وفي حفظ المصالح، وهذا يعني أن هناك حدوداً دائماً، حدوداً لا يصح تجاوزها، ولقد جرّبنا خلال السنوات الأخيرة كيف أن الخلط بين مفهوم الحرية وممارسة الفوضى على مواقع التواصل مثلاً قد أفرز أشكالاً لا تحصى من التجاوزات.وأفرز خدوشاً على مستوى العلاقات والممارسات، دون أن يؤسس لتجربة ناضجة يمكن أن يُعوَّل عليها في مسيرة التنمية الإنسانية. 

 لنتذكر أن أول محاكمة حصلت في سجل ممارسة حرية الرأي والصحافة في الولايات المتحدة كانت قد حدثت عام 1735م، يومها عُدّ انتقاد صحفي لحاكم إحدى الولايات تطاولاً أحيل بسببه الصحفي إلى المحاكمة، وتحوّلت هذه إلى تظاهرة حقيقية أدرجت فيما بعد ضمن الوثائق التاريخية الوطنية الأميركية لمسيرة حرية الصحافة، لأن المحاكمة اتخذت مسارات واعية، وتم تصعيدها والبناء عليها لتقف الصحافة الأميركية اليوم كواحدة من أقوى وأعتى مؤسسات الإعلام في العالم!

 لقد مرّ وقت خلال فوضى ما يسمى بالربيع العربي التي خُيِّل فيها للبعض أن الحرية تعني بأنهم أحرار في أن يفعلوا أي شيء، أن يحرقوا أوطانهم باسم الحرية، وأن يفجّروا المساجد والكنائس باسم الحرية، أن يشيّعوا الفوضى في الشوارع والجامعات، أن يدبّروا المؤامرات ويتهموا الآخرين في دينهم ووطنيتهم، لأن الوسائط الحديثة التي أنتجتها ثورة الاتصال والتكنولوجيا هيّأت لهم أنهم صاروا أحراراً بين يوم وليلة، لذلك سقطوا في أول اختباراتها، فكل ما زاد عن حده انقلب إلى ضده! 

 الحرية تربية وتنشئة وتدريب وممارسة، وليست في أن أشتم وأتطاول وأُخَوّن وأقصي وأكفِّر من أريد. إن الحرية إنجاز صعب، ومكلِّف جداً، والذين حققوه ونحسدهم عليه، استغرقهم الأمر قروناً وأجيالاً وحروباً وخسائر بلا حصر، حتى عرفوا الفرق بين ذهنية النقد الواعي وذهنية التحريم والفوضى!

اختبار الحرية الصعب! - البيان