أحدث الأخبار
  • 09:47 . الحوثيون يعلنون بدء مرحلة جديدة من التصعيد حتى "البحر المتوسط"... المزيد
  • 09:47 . دراسة: الغضب يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية... المزيد
  • 09:46 . مئات الأردنيين يتضامنون مع طلاب الجامعات الأمريكية والغربية... المزيد
  • 09:05 . وفاة الداعية والمفكر الإسلامي السوري عصام العطار... المزيد
  • 09:02 . مناورة "سعودية - أميركية" لمواجهة التهديدات... المزيد
  • 09:01 . تباطؤ حاد في نشاط القطاع الخاص بالدولة بسبب السيول... المزيد
  • 12:19 . تقرير يتهم أبوظبي بتوريط الحكومة اليمنية باتفاقية مع "شركة إسرائيلية"... المزيد
  • 12:14 . "دانة غاز": عودة الإنتاج في منشأة خورمور العراقية إلى مستوياته الاعتيادية... المزيد
  • 11:23 . "وول ستريت جورنال": الإمارات تفرض قيود على استخدام قواعدها لضرب أهداف في العراق واليمن... المزيد
  • 11:11 . الوحدة والعين في كلاسيكو مرتقب في نهائي كأس مصرف أبوظبي الإسلامي... المزيد
  • 11:09 . النظام السوري: إصابة ثمانية عسكريين بضربة إسرائيلية قرب دمشق... المزيد
  • 10:57 . تشيلسي يبدد آمال توتنهام في المشاركة بدوري أبطال أوروبا... المزيد
  • 10:56 . الذهب يتجه للانخفاض للأسبوع الثاني وسط ترقب لبيانات وظائف أمريكية... المزيد
  • 10:50 . إيران تدعو إلى تأسيس صندوق استثمار مشترك مع الإمارات... المزيد
  • 10:47 . بعد اتساع رقعة الاحتجاجات.. بايدن يتهم الطلاب المؤيدين لفلسطين بـ"العنف ومعاداة السامية"... المزيد
  • 10:46 . تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع الاحتلال الإسرائيلي... المزيد

الصراع في الشمال السوري

الكـاتب : عبدالله جمعة الحاج
تاريخ الخبر: 05-01-2019

صحيفة الاتحاد - الصراع في الشمال السوري

بإعلان الولايات المتحدة الأميركية نيتها سحب قواتها من الشمال السوري يكون هذا الجزء من القطر السوري قد دخل مرحلة جديدة من زاوية الصراع الدائر فيه منذ اندلاع الأحداث الدامية في سوريا عام 2011. الصراع الذي يدور في شمال سوريا ذو طبيعة حامية، بعضه مكشوف وبعضه الآخر خفي وغامض. فعلى الأرض تواجدت قوات تركية وأميركية وعصابات لـ «داعش» ومجموعات مسلحة من فصائل المقاومة السورية المعادية للنظام الحاكم. وعلى خلفية هذه التواجدات المعلنة رسمياً تتواجد كل من روسيا وإيران، والآن وبعد الإعلان الأميركي بالانسحاب، وصلت قوات النظام السوري. وبالنسبة للتواجد التركي بالتحديد المسألة برمتها تتعلق بالقضاء على القوات التي شكلها أكراد المنطقة بدعم من الولايات المتحدة وكجزء من الهدف الذي أعلنوه بأنهم فصيل من فصائل المعارضة السورية للنظام الحاكم.
ورغم إعلان الولايات المتحدة رغبتها في الانسحاب النهائي من المنطقة، فإن المسألة ليست بهذه البساطة، فالولايات المتحدة لديها مصالحها واستراتيجيتها في المنطقة، وهي تفعل ذلك رغبة منها في عدم إغضاب تركيا شريكها وحليفها الإستراتيجي في حلف شمال الأطلسي، لذلك هي تحاول الإمساك بالعصا من النصف، وتقول بأن مخاوف تركيا في شمال سوريا «مشروعة»، خاصة ما يتعلق بطموحات الأكراد إقامة دولتهم وتأسيس جيش كردي. لذلك فإن الرئيس ترامب وعدد من معاونيه يصرحون بأن بلادهم وإنْ انسحبت، فإنها ستبقى شفافة حيال تركيا من جانب، والأكراد الذين هي في تحالف معهم من جانب آخر.
والحقيقة أن موقف الولايات المتحدة في الشمال السوري مُحير، فعلى مدى السنوات الماضية كان واقع الحال يشير إلى دلالات أفصحت عن أنها وحلفاء آخرين لها كانوا آخذين في تعزيز قوة وتواجد ائتلاف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في إطار هدف واضح هو تشكيل قوة عسكرية متوسطة الحجم لأكراد المنطقة قوامها ثلاثون ألف مقاتل نصفهم من فصيل قسد التي تحاربها تركيا. ويشار إلى أن قسد لها ارتباطات بالميليشيات الكردية العراقية وبحزب «العمال الكردستاني التركي»، الذي تحاربه الدولة التركية وتقوم بالتنسيق العسكري معها، وهو أمر يقلق تركيا كثيراً. ويبدو بأن الأتراك مدركين لهذا الخطر عليهم، ففي 18 يناير 2018 ذكر وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو بأن بلاده ليست مقتنعة بطروحات الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، وبأن القوات الكردية التي تتشكل إن هي سوى عصابات إرهابية تشكل سبباً في نشوء أضرار لايمكن إزالتها تضر بعلاقات الولايات المتحدة بتركيا.
والواضح حتى الآن، هو أن إعلان رغبة الولايات المتحدة في الانسحاب قد خلط الأوراق في الشمال السوري، خاصة على ضوء تحرك قوات النظام الحاكم الرسمية نحو المنطقة والرغبة في الدخول إلى عدد من المدن المهمة كمنبج وغيرها. ويتساير مع ذلك أن الممارسات التركية قد أتت كعمليات استباقية للقضاء على قوة الأكراد بشكل قد يكون نهائياً. ويبدو أيضاً بأن النظام الحاكم لديه نفس النظرة تجاه قوة الأكراد العسكرية، ويتفق مع ما تنوي تركيا القيام به للقضاء عليهم، فهو طالما نظر إلى تسليح الولايات المتحدة لهم بأنه مساس بالسيادة الوطنية السورية، وطالما نظر إلى تواجد الولايات المتحدة العسكري في سوريا بأنه غير شرعي ويشكل خرقاً سافراً للقانون الدولي واعتداء سافراً على السيادة الوطنية لسوريا. ما يلفت النظر حقاً هو تحرك القوات الحكومية للدخول إلى مدن الشمال السوري سريعاً بعد أن أعلنت الولايات المتحدة نيتها الانسحاب منه، وهو أمر يدل على أن النظام يستعيد عافيته شيئاً فشيئاً في مقابل ضعف مناوئيه من أكراد وغيرهم.