عرض علي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية، على دول الخليج المساعدة في ملف تطويرها واستخدامها للتكنولوجيا النووية وخصوصا الكويت والإمارات، لافتا إلى الخبرة الطويلة التي تمتلكها بلاده في هذا الشأن.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها صالحي لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، حيث قال: "هناك دولا عربية قامت بإنشاء محطات نووية ونحن متأكدون أنهم بحاجة إلى متخصصين في هذا المجال وأن إيران تمتلك متخصصين وخبراء لديهم تجارب وخبرة عالية ونحن مستعدون بان ندخل في التعاون معهم".
وتابع قائلا: "نحن أعلنا استعدادنا عدة مرات للتعاون خصوصا في مجال الأمان النووي لأنه يخص جميعنا، مثلا لدينا الآن محطة نووية في بوشهر والأمان للمحطة النووية قضية مهمة بالنسبة لنا.. الكويت والدول المطلة علي الخليج مجاورة لبوشهر كما ان هناك أربع محطات نووية في الإمارات قيد الإنشاء وإن الأمان للمحطات النووية التي تنشأ في الإمارات مهم بالنسبة لنا أيضا، لذلك نحن اقترحنا على دول الخليج بأن نجتمع جميعا ونكوّن لجنة تقنية بالنسبة لهذا الموضوع".
ولفت المسؤول الإيراني إلى أن بلاده "لها تجارب متراكمة كبيرة في المجال النووي.. دخلنا في المجال النووي والتقنية النووية منذ خمسينيات القرن الماضي أي أكثر من ستين سنة"، مقترحا تشكيل لجنة تقنية بشأن موضوع الأمان النووي للمحطات، وفقا لتقرير الوكالة الإيرانية.
وتأتي التصريحات الإيرانية، على وقع تأجيل تشغيل أول مفاعل نووي في الإمارات، ولأكثر من سنة، وذلك بسبب "مشاكل في التدريب"، حسبما نقلت وكالة رويترز عن مصادر في وقت سابق.
وكان من المقرر افتتاح مفاعل براكة عام 2017، ولكن تأجل إلى العام الحالي، إلا أن استمرار المشاكل التي تواجه الفريق الذي سيشرف عليه تسببت بتأجيل افتتاحه مجدداً إلى عام 2019.
وتقع محطة براكة في منطقة براكة في المنطقة الغربية لإمارة أبوظبي وتطل على الخليج العربي، وهي أكبر مشروع قيد الإنشاء في العالم لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية، وستكون الأولى في العالم العربي، وتبلغ تكلفتها 24.4 مليار دولار.
وتحتوي المحطة على أربعة مفاعلات، استكملت شركة الطاقة الكهربائية الكورية الجنوبية (كيبكو) بناء أول واحد منها عام 2017.
وستتولى شركة نواة للطاقة، وهي مشروع مشترك بين "كيبكو" ومؤسسة الإمارات للطاقة النووية تشغيل المحطة. ولكن الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، وهي الجهة التنظيمية المختصة في الإمارات ترفض حتى الآن منحها رخصة تشغيل، وذلك لأن 1800 شخص عيّنتهم "نواة" لتشغيل المفاعلين واحد واثنين يفتقرون إلى الخبرة النووية.
وبحسب أحد المصادر، فإن الإمارات تركز على خطة لتشغيل المفاعلات الأربعة بحلول مايو 2020، مشيرة إلى أن نسبة الإنجاز بلغت 86% من المحطة.