حذّرت دراسة ألمانية حديثة، من أن المشروبات الغازية وغيرها من المشروبات المحلاة بالسكر، تفاقم أعراض مرض التصلب المتعدد.
الدراسة أجراها باحثون بمستشفى سانت جوزيف في بوخوم بألمانيا، وعرضوا نتائجها، الأربعاء، أمام المؤتمر السنوي للأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب، الذي يعقد في الفترة من 5-11 مارس الجاري بولاية بنسلفانيا الأمريكية.
ويؤثر التصلب المتعدد، الذي يصيب أكثر من 2.3 مليون شخص حول العالم، على الجهاز العصبي المركزي، ويصيب الجهاز المناعي للجسم بخلل كبير، ويجعله يُهاجم نفسه، ويسبب خللا في الاتصال بين المخ وأجزاء الجسم المختلفة.
ويعاني مرضى التصلب المتعدد غالبًا من ضعف العضلات وخلل في التوازن وتدهور الوظائف الحركية للجسم وعلى رأسها المشي، واضطرابات الرؤية.
وقد يؤدي التصلب المتعدد أحيانًا إلى الشلل، وتظهر غالبًا الأعراض الأولية للمرض في المرحلة العمرية من 20 إلى 40 عامًا، ويُهاجم النساء بشكل أكبر من الرجال بمعدل 3 أضعاف.
ولكشف العلاقة بين المشروبات الغازية والتصلب المتعدد، راقب الفريق 135 مصابًا بالمرض، وأكملوا استبيانا حول نظامهم الغذائي.
كما قام الباحثون بقياس مستوى الإعاقة لدى المشاركين باستخدام مقياس حالة الإعاقة الموسعة، وهي طريقة شائعة لقياس الإعاقة الناجمة عن التصلب العصبي المتعدد، وكان 30 مشاركًا يعانون من إعاقة شديدة.
ووجد الباحثون أن تناول المشروبات الغازية والمشروبات المحلاة بالسكر بكثرة، أدى إلى تفاقم أعراض مرض التصلب المتعدد.
كما وجدوا أن المشاركين الذين استهلكوا أكبر كميات من المشروبات الغازية والمحلاة بالسكر كانوا أكثر عرضة للإصابة بإعاقة شديدة بمعدل 5 أضعاف أقرانهم الذين لم يتناولوا تلك المشروبات.
وقالت إليسا ماير، قائد فريق البحث: "مرضى التصلب العصبي المتعدد غالبًا ما يريدون أن يعرفوا كيف يمكن أن يؤثر النظام الغذائي والأطعمة المحددة على تطور مرضهم".
وأضافت أن "الدراسة كشفت أن نوعية ما يشربه مرضى التصلب المتعدد تؤثر على حالتهم الصحية بشدة، وخاصة المشروبات الغازية والعصائر والقهوة والشاي وهي كلها مشروبات تحتوي على نسب كبيرة من السكر".
وكانت دراسات سابقة أثبتت، أن تناول المشروبات الغازية المحلاة بالسكر بانتظام يمكن أن يؤدي إلى إصابة الخلايا المناعية بالشيخوخة المبكرة، وترك الجسم عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة، بطريقة مشابهة لآثار التدخين.
ووجد الباحثون، أن الأشخاص الذين يشربون المشروبات السكرية والغازية بشكل منتظم أكثر عرضة لضعف الذاكرة، وصغر حجم الدماغ، خاصة في منطقة الحصين المسؤولة عن التعلم والذاكرة. -