زعم الرئيس التونسي السابق، محمد المنصف المرزوقي، أن أموال الإمارات لن تنجح في وقف "موجات الربيع العربي الثانية" التي تجري في الجزائر والسودان، حد قوله.
وقال المرزوقي، في تصريح نقله موقع "الخليج أونلاين"، إن أموال الأنظمة التي دعمت الدولة العميقة في دول الربيع العربي نجحت في إيقاف الثورة، لكنها لم تنجح في اقتلاع روحها من نفوس الشعوب.
وأضاف: إن "الشعوب العربية حيّة، وأنا قلت في أكثر من مناسبة إن الربيع العربي لن ينتهي، والموجة الثانية قادمة لا محالة، وقولي لم يأتِ من باب التنجيم أو قراءة الفنجان، إنما هو استقراء لواقع الشعوب التي أُرهقت من الظلم".
وأرجع المرزوقي الأسباب التي تدفع الإمارات والسعودية للوقوف أمام طموحات شعوب الربيع العربي في التحرّر إلى "الغباء السياسي" لهذه الدول حد تعبيرة.
واستطرد بالقول: "لا تفسير لهذا الأمر؛ فلو كانت هذه الأنظمة واثقة من أنها تكتسب شرعيتها من شعوبها، وتقيم العدل فيهم، لما خشيت من ارتدادات الثورات عليها".
يشار إلى أن كلاً من تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا، شهدت موجات احتجاج شعبي بدأت في 2011، وطالبت بإسقاط الأنظمة الاستبدادية فيها، أُطلق عليها تسمية ثورات الربيع العربي.
وقد أفرزت هذه الثورات تيارين؛ الأول يمثل الثوار الطامحين للتغيير والديمقراطية، والثاني تيار الثورة المضادة تجسّده أجهزة الحكم في النظم التي أُسقطت، والتي يطلق عليها تسمية "الدولة العميقة".
ويتهم مراقبون الإمارات بالقيام بدور بارز فيما عُرف باسم "الثورات المضادّة" في الدول العربية التي شهدت احتجاجات مطالِبة بإسقاط أنظمة تحكمها منذ 30 عاماً وأكثر، وهو ما تخشاه أبوظبي؛ خوفاً من صعود تيارات تهدد أنظمة الحكم هناك كما يقول المراقبون.
وظهر اسم الإمارات واضحاً في ليبيا من خلال دعمها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وفي مصر من خلال دعمها للانقلاب عبد الفتاح السيسي، إضافة إلى تدخلها العسكري المباشر في اليمن إلى جانب السعودية.
وتشهد الجزائر مظاهرات تطالب بعدم التمديد للرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة، طالب الجزائريون خلالها الإمارات بعدم التدخل في شؤون بلادهم.
وتزامنت المظاهرات مع كشف اللواء المتقاعد في الجيش الجزائري، حسين بن حديد، أن قائد أركان الجيش، أحمد قايد صالح، يتلقّى أوامر من أبوظبي، ويعمل على تأزيم الأوضاع في الشارع من خلال إخافة المتظاهرين، وهو مالم تعلق عليه أبوظبي حتى الآن.