اتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو نظيره الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره للأمن القومي جون بولتون، بتنسيق جميع عمليات المحاولة الانقلابية التي تعرضت لها بلاده الثلاثاء الماضي.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس الفنزويلي خلال مشاركته في فعالية بأحد الشوارع القريبة من القصر الرئاسي بالعاصمة كاراكاس، للاحتفال باليوم العالمي للعمال.
وقال مادورو في كلمته: "صحيفة أوروبية كتبت بالأمس، إن ترامب ومستشاره جون بولتون نسَّقا عمليات الانقلاب العسكري كافةً، فهذه المحاولة الانقلابية أدارها البيت الأبيض وبولتون".
وشدد على أن "الشعب الفنزويلي قادر على التضحية بنفسه من أجل حماية وطنه وثورته ضد من حاولوا الانقلاب على الرئيس هوغو تشافيز من قبل، ولم يفلحوا، وها هم يحاولون الكَرَّة مجدداً معي، ولم يفلحوا".
وفي إشارة إلى زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو، قال مادورو: "نحن قد ألحقنا الهزيمة بأحد اليمينيين المتآمرين، وهو حالياً يتنقَّل من سفارة إلى أخرى؛ إذ إنهم مطلوبون للعدالة، وعاجلاً أم آجلاً سيخضعون للحساب، لدفع ثمن خيانتهم وثمن ما ارتكبوه من جرائم".
وأكد مادورو أن جيش بلاده وشعبها لن يسمحا بأي انقلاب عسكري، مضيفاً: "من يُرِد أن يصل إلى القصر الجمهوري فعليه بشيء واحد فقط: الحصول على أصوات الشعب في الانتخابات، فهذا هو الطريق الوحيد لمن يريد أن يكون رئيساً لفنزويلا، وليس عن طريق البنادق والأسلحة".
واستطرد قائلاً: "الشعب هو الذي يملك انتخاب الرئيس وعزله، ولا أعتقد أنه من الممكن أن يأتي برئيس دُمية بيد الآخرين( في إشارة إلى زعيم المعارضة)".
ونفى مادورو ما أُثير من تصريحات أدلى بها مسؤولون أمريكيون حول إعلانه الاستعداد لترك فنزويلا غير أن الروس هم من أقنعوه بالبقاء، مؤكداً أنها مزاعم لا أساس لها من الصحة.
كما شدد على أهمية احترام الدستور والقوانين، متعهداً بأن يكشف خلال الأيام القليلة المقبلة، أمام الرأي العام، عن الأدلة كافةً المتعلقة بكيفية الإعداد للمحاولة الانقلابية، وكيفية تنفيذ المؤامرة، على حد تعبيره.
وتابع: "آمل أن تأخذ العدالة مجراها، ولن ترتعد يدي إذا ما اقتضت العدالة اعتقال مرتكبي هذه المحاولة الانقلابية، والزج بهم في السجون".
وفي وقت سابق من الأربعاء، توعَّد مادورو بمعاقبة الضالعين في محاولة الانقلاب التي أقدمت عليها مجموعة من العسكريين مرتبطة بالمعارضة.
والثلاثاء الماضي، أعلنت الحكومة الفنزويلية إفشال محاولة انقلاب نفذتها مجموعة صغيرة من العسكريين مرتبطة بالمعارضة. وبالتزامن مع محاولة الانقلاب، ظهر زعيم المعارضة خوان غوايدو، في مقطع مصور، محاطاً بجنود مدججين بالسلاح، وإلى جانبه زعيم المعارضة السابق ليوبولدو لوبيز، عند قاعدة جوية بالعاصمة كراكاس.
واتهمت الخارجية الفنزويلية كولومبيا بمساعدة المعارضة في محاولة الانقلاب العسكري، في حين اعتبر مندوب فنزويلا لدى الأمم المتحدة صمويل مونكادا، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه مايك بنس "القائدان الفعليان" لمحاولة الانقلاب الفاشلة.
وتشهد فنزويلا توتراً منذ 23 يناير الماضي، إثر إعلان غوايدو توليه رئاسة البلاد مؤقتاً إلى حين إجراء انتخابات جديدة.