أظهرت دراسة أسترالية حديثة، أن دواءً يستخدم لعلاج الصرع، أظهر نتائج فعالة كمضاد حيوي فعال ضد مجموعة واسعة من البكتيريا إيجابية الجرام، التي أصبحت مقاومة للمضادات الحيوية الأخرى.
الدراسة أجراها باحثون في مركز العلوم الحيوية الجزيئية التابع لجامعة كوينزلاند الأسترالية، وعرضوا نتائجها، الإثنين، أمام المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأحياء الدقيقة، الذي يعقد في الفترة من 20 إلى 24 يونيو الجاري في سان فرانسيسكو، بالولايات المتحدة.
وأجرى الفريق دراسة لاكتشاف فاعلية عقار "كانابيديول" (Cannabidiol)، الذي وافقت عليه هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) مؤخرًا لعلاج شكل من أشكال الصرع، بالإضافة لتسكين الآلام والالتهابات.
وأضاف الفريق أن هناك بيانات محدودة تشير إلى أن "كانابيديول" يمكن أن يقتل البكتيريا، إلا أنه لم يتم إجراء تحقيق شامل لهذا الدواء لاكتشاف فاعليته كمضاد حيوي.
واكتشف الباحثون في دراستهم الجديد، أن "كانابيديول" فعال بشكل ملحوظ في قتل مجموعة واسعة من البكتيريا إيجابية الجرام، بما في ذلك البكتيريا التي أصبحت مقاومة للمضادات الحيوية الأخرى.
ووجد الباحثون أن هذا العقار فعال ضد العديد من البكتيريا إيجابية الجرام، المسؤولة عن الإصابات الخطيرة مثل المكورات العنقودية الذهبية والمكورات العقدية الرئوية.
وأظهرت الدراسة أن الدواء احتفظ بنشاطه ضد البكتيريا التي أصبحت شديدة المقاومة للمضادات الحيوية الشائعة الأخرى، تحت ظروف التعرض الممتدة لهذه العقاقير، وهو ما يقود إلى المقاومة ضد مضادات حيوية واسعة الانتشار مثل "فانكوميسين" (Vancomycin) أو "دابتوميسين" (Daptomycin).
وأضاف أن "عقار "كانابيديول" كان فعالًا أيضًا في تعطيل الأغشية الحيوية، وهو شكل من أشكال نمو البكتيريا يؤدي إلى إصابات يصعب علاجها بالمضادات الحيوية الموجودة حاليًا".
وكانت منظمة الصحة العالمية حذّرت في مايو 2017، من أن البشرية تتجه صَوْب حقبة ما بعد المضادات الحيوية، التي يمكن فيها أن تؤدي الأمراض المعدية الشائعة والإصابات البسيطة مجدداً إلى الوفاة.
وذكرت أن سبب ذلك راجع إلى أن المضادات الحيوية ستصبح أقل فاعلية في قتل العدوى البكتيرية، فيما يعرف باسم مقاومة المضادات الحيوية، وذلك بسبب زيادة جرعات استخدام المضادات الحيوية أو انخفاضها أو سوء استخدامها. -