أحدث الأخبار
  • 12:42 . توتنهام يضرب مانشستر يونايتد بثلاثية بعقر داره بالدوري الإنجليزي... المزيد
  • 12:35 . الإمارات تستثمر 30 مليون دولار لدعم غانا في التنوع البيولوجي والمناخ... المزيد
  • 10:13 . هل تشكل أبوظبي قوة استقرار في الشرق الأوسط؟.. تقرير أمريكي تجيب... المزيد
  • 09:27 . وزير الدفاع الأمريكي يوجه بتعزيز قدرات جيش بلاده في الشرق الأوسط... المزيد
  • 08:11 . حذرت من حرب شاملة.. إيران تتوعد بالرد على اغتيال نائب قائد الحرس الثوري... المزيد
  • 08:04 . السيسي: مصر فقدت 60% من إيرادات قناة السويس... المزيد
  • 07:01 . جيش الاحتلال يقصف منشآت غربي اليمن... المزيد
  • 06:51 . توقعات بانخفاض في درجات الحرارة وفرصة لسقوط أمطار غداً... المزيد
  • 03:28 . انتشال جثة الأمين العام لحزب الله.. ولا جروح عليها... المزيد
  • 12:17 . إعلام عبري: قرار اجتياح لبنان لم يتخذ بعد والجيش مستعد له... المزيد
  • 11:57 . ولي عهد دبي يبحث مع رئيس وزراء أوزبكستان تعزيز التعاون المشترك... المزيد
  • 11:56 . إيران تطالب بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بعد اغتيال حسن نصر الله... المزيد
  • 11:39 . برشلونة يسقط برباعية في معقل أوساسونا بالدوري الإسباني... المزيد
  • 11:32 . مقتل 18 شخصاً وإصابة آخرين بغارات استهدفت مليشيات موالية لإيران في سوريا... المزيد
  • 10:40 . جيش الاحتلال يعلن اعتراض طائرة مسيّرة فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 10:32 . "بلومبيرغ": مخاوف اتساع الصراع في المنطقة تهدد أسهم دبي... المزيد

هدايا الذاكرة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 06-09-2019

هدايا الذاكرة - البيان

كنت أمشي بهدوء لا يكاد يخطر ببالي شيء، كان ذهني صافياً تماماً أنظر فيما حولي وأتأمل رخاء الوقت، كانت المدينة الصغيرة مفتوحة أمامي، أزقتها القصيرة الضيقة، شوارعها البسيطة، مقاهيها، حوانيتها الصغيرة، تلك الواجهات الزجاجية، وقد صفت خلفها أشياء جميلة تحسبها علبة لعب تخصّ أميرة ما، تنظر لما خلف الزجاج فترى مجسّمات لحيوانات صغيرة، جوارب عيد الميلاد، فناجين مزينة بمناظر البحيرة.. وتظل واقفاً لا تدري ما الذي يسمّر قدميك، أهي علبة لعب الأميرة أم لعبة الذاكرة التي تقبض على حواسك كلها وتكاد تفصلك عما حولك؟ 

أترك المكان لأن مطراً خفيفاً بدأ بالتساقط، أعبر أمام حانوت لم يغلق بابه بعد، تقبض عليّ الروائح المنبعثة من داخله، فأقف في فضاء الباب الصغير وأجيل عيني في داخله، سيدة متوسطة العمر، باسمة العينين تجلس في الركن بهدوء شديد، بينما يعبق المكان بروائح الخزامى والياسمين والقهوة، لكن رائحة محددة تأخذ بقلبي ولا أتبين ماهيتها، أسأل المرأة ماذا لديها من روائح خاصة، تبتسم وتقوم من مكانها تفتح علبة وتقدمها لي!

يا إلهي، هذه الرائحة أعرفها جيداً، لكن الطريق إلى ذاكرتي مشوّش جداً، أشمها وأغمض عيني، تسألني المرأة: هل أعجبتك؟ أجيبها: إنني أتذكر أين ومتى شممت هذه الرائحة تحديداً، هل طال عليها الزمن، أم أنني نسيت، أم ماذا؟ اشتريت العلبة، نقدت المرأة ثمنها، وخرجت، حين أصبحت في فضاء الشارع، عدت لاستنشاق الرائحة، فتذكرت!

كنت هنا منذ أكثر من عشر سنوات، دخلت هذا الحانوت نفسه، واشتريت علبة جميلة تضم زهور خزامى وقميصاً أبيض، وهدية صغيرة عبارة عن مجسّم ذهبي لفردتي حذاء ذهبي أهديتها لطفلة بهية في العائلة، كانت يومها قد خطت أولى خطواتها في الحياة، إنها اليوم تعبر إلى عامها الثاني عشر.. يا إلهي لا شيء ينقص من الذاكرة ولا شيء يغيب!