نشرت صفحة الرأي في صحيفة ديلي تلغراف البريطانية، مقال لكون كوغلان بعنوان " بوتين أُهديَ الشرق الأوسط على طبق".
ويقول الكاتب إن الشخصية الدولية الوحيدة التي انتفعت من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فك الارتباط مع الصراع الدائر في سوريا هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويقول الكاتب إن كان ترامب عاقد العزم على منح نظيره الورسي هدية مبكرة لعيد الميلاد، فمن الصعب تخيل هدية أكثر سخاء من إهدائه الشرق الأوسط على طبق.
ويقول الكاتب إن واحدة من الاستراتيجيات الرئيسية للولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية كانت بصفة مستمرة إبعاد روسيا عن نفط الشرق الأوسط، ولكن الآن نظرا لقرار ترامب المتهور إزاء مصير الأكراد في سوريا، فإنه يبدو أن بوتين اتخذ إجراءات لتوطيد نفوذه في المنطقة. ويضيف أنه يبدو أن ترامب منح بوتين الفرصة للعب الدور الذي كان ذات يوم حكرا على الولايات المتحدة.
ويضيف أن روسيا تلعب دورا متعاظما بانتظام في المنطقة منذ تدخلها لصالح النظام السوري، والآن يمكن لبوتين أن يحصل على المزيد من التغلغل في المنطقة لدوره في التوسط لاتفاق بين النظام السوري والأكراد، وهو تحالف قد يؤدي إلى وقف التوغل التركي في شمال سوريا.
وتقول الصحيفة إن بوتين وجد نفسه فجأة يحظى بإقبال واسع في المنطقة، ويسعى الكثير من الزعماء للقائه، حيث لقي ترحابا في السعودية حيث التقى بولي العهد محمد بن سلمان قبل التوجه لإجراء محادثات في الإمارات.
ونبقى مع القضية ذاتها، حيث نقرأ في صحيفة التايمز تحليلا لريتشارد سبنسر، مراسل شؤون الشرق الأوسط بعنوان "تهور ترامب فرصة لم يفوتها بوتين".
ويقول سبنسر إن الحكمة الذائعة تقول: إحذر ما تتمانه، وقد كان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يرجو أن تسمح له الولايات المتحدة بقتال الميليشات الكردية التي كانت حتى أيام قليلة تسيطر على شمال شرق سوريا.
ويضيف الكاتب أنه منذ تسعة أيام حصل أردوغان على ما يريد، حيث أصدر ترامب تصريحا أنه سئم إلحاح أردوغان، وأن تركيا يمكنها أن تفعل ما تريد وتتحمل تبعاته، ولم يكن هناك خيار أمام أردوغان إلا يستجيب، وبعد ذلك بثلاثة أيام بدأت العملية التركية على شمال شرق سوريا.
ويقول سبنسر الآن ردت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على أنقرة بما في ذلك حظر بيع السلاح لتركيا. ويضيف أنه في الوقت ذاته، أدى انسحاب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا وترك القوات الكردية دون دعم أمريكي، الأمر الذي كان يطلبه إردوغان منذ أمد طويل، إلى زعزعة استقرار منطقة في سوريا كانت تشهد نوعا من الاستقرار.
ويقول الكاتب إن المليوني كردي ونيف الذين يعيشون في المنطقة ما كانوا قط ليتمكنوا من صد تركيا أو النظام السوري بمفردهم، وفي الماضي كانوا قد أعربوا عن أن تحقيق اتفاق مع النظام أفضل بالنسبة لهم من الإذعان لتركيا.
ويقول الكاتب إن المحادثات التي يجرها أردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لها أهمية كبرى، فروسيا كان على الدوام حليفا للنظام السوري، ولكن هناك ما يشير إلى أن بوتين لن يرغب في خذلان اردوغان، إذا أخذنا في الاعتبار أن بوتين كان دوما يشجع أردوغان على التصدي للولايات المتحدة.
ويرى الكاتب أنه من غير المرجح أن يتم إنشاء منطقة آمنة حدودية شمال شرق سوريا يُنقل إليها نحو مليوني لاجئ سوري، كما يرغب أردوغان، ولكن أردوغان بالتأكيد سيرى أن سيطرة النظام السوري على المنطقة خير له من سيطرة الميليشيات الكردية عليها. ولكن، في الوقت ذاتهن سيستخدم نظام الأسد الميليشيات الكردية كورقة للضغط والتفاوض مع أردوغان.