وافق مجلس العموم البريطاني خلال جلسه افتتاح البرلمان، اليوم السبت، على تأجيل بريكست إلى حين إقرار اتفاق جديد، فيما قال جونسون إنه لن يطلب من بروكسل مهلة جديدة.
وأكد جونسون عند افتتاح جلسة البرلمان التاريخية، أن اتفاق بريكست يشكل "طريقة جديدة للمضي قدماً" بالنسبة لبريطانيا والاتحاد الأوروبي، محذرا من أن أي تأجيل جديد سيكون "غير مجد ومكلفا ومدمرا".
وأشاد جونسون بـ"اتفاق جديد أفضل للمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي معاً"، داعياً النواب إلى "التجمّع وجمع البلاد" وتبني الاتفاق، قبل 12 يوما فقط من موعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
وفيما دعا جونسون إلى إنهاء ما أسماه بالعداوة المنهكة بشأن بريكست، هدد المعارضون بالتصويت لأجل تعديل يحجب الموافقة، حتى يتم سن قانون يكمل الاتفاق الراهن.
. في ذات السياق قال العضو المحافظ أوليفر لتوين إنه سيصوت على الاتفاق، عندما يسن قانون يأتي به رئيس الوزراء الأسبوع المقبل.
والاتفاق الذي تم انتزاعه في اللحظة الأخيرة بعد مفاوضات شاقة، يفترض أن يسمح بتسوية شروط الانفصال بعد 46 عاما من الحياة المشتركة، ما يسمح بخروج هادىء مع فترة انتقالية تستمر حتى نهاية 2020 على الأقل.
لكن نجاح الاتفاق مرتبط بموافقة البرلمان البريطاني الذي تبنى موقفا متصلبا من قبل. وقد رفض النواب البريطانيون ثلاث مرات الاتفاق السابق الذي توصلت إليه رئيس الحكومة حينذاك تيريزا ماي مع الدول ال27 الأعضاء في الإتحاد.
وبذل جونسون جهودا شاقة في اليام الأخيرة لإقناع النواب بدعم اتفاقه، عبر إجرائه محادثات هاتفية وظهوره على محطات التلفزيون. وقد أكد أنه "ليس هناك مخرج أفضل" من الاتفاق الذي توصل إليه لمغادرة الاتحاد الأوروبي في31 تشرين الأول/أكتوبر، داعيا النواب إلى تصور عالم "تجاوز" عقبة بريكست التي تشل الحياة السياسية البريطانية منذ ثلاث سنوات. وقال جونسون "أعتقد أن الأمة ستشعر بارتياح كبير".
وفي حال وافق البرلمان البريطاني على الاتفاق، يفترض أن يعرض على البرلمان الأوروبي للمصادقة عليه. ويؤكد جونسون أنه يفضل، إذا تم رفض الاتفاق، خروجا بلا اتفاق على طلب مهلة جديدة بعد تأجيل بريكست مرتين. لكن البرلمان اقر قانونا يلزمه بطلب تأجيل جديد من ثلاثة أشهر.
وتخشى الأوساط الاقتصادية خروجا بلا اتفاق لأنه يمكن أن يؤدي حسب توقعات الحكومة نفسها، إلى نقص في المواد الغذائية والوقود وحتى الأدوية.
وقد أعلنت أحزاب المعارضة أنها ستعارض الاتفاق، فالحزب الليبرالي الديموقراطي الوسطي (19 صوتا)، والحزب الوطني الاسكتلندي القومي (35 صوتا) يعارضان بريكست اساسا، وحزب العمال (242 صوتا) يرى أن الاتفاق الجديد يضعف حقوق العمال، بينما يعتبر دعاة حماية البيئة (الخضر، صوت واحد) أنه لا يحترم البيئة.
وأكبر المعارضين للنص هم الوحدويون في إيرلندا الشمالية، الممثلون بالحزب الوحدوي الديموقراطي (عشرة أصوات)، والمتحالفون مع بوريس جونسون في البرلمان. وهم يعتبرون أن النص يمنح مقاطعتهم وضعا مختلفا، ويعزلها عن بقية بريطانيا.
وتأمل الحكومة في إقناع بعض العماليين والمستقلين، وخصوصا النواب الذين استبعدوا من الحزب المحافظ، لمعارضتهم بريكست بلا اتفاق.