أعلن سمير جعجع زعيم حزب القوات اللبنانية الماروني أنه أصدر تعليماته لوزراء الحزب الأربعة بالاستقالة من الحكومة، مطالبا بتشكيل حكومة جديدة.
من شأن هذه الخطوة أن تضع المزيد من الضغوط على الحكومة التي يرأسها سعد الحريري زعيم تيار المستقبل وتواجه أزمة كبيرة في ظل المظاهرات المستمرة منذ أيام في مختلف أنحاء البلاد بسبب الأزمة الاقتصادية والأحوال المعيشية المتراجعة.
وقال جعجع إن حزبه توصل إلى أن الحكومة الحالية غير قادرة على التعامل بشكل إيجابي مع الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد وبالتالي توجب عليه أن يسحب وزراءه الأربعة من الحكومة.
وأضاف في مؤتمر صحفي "لم نلمس أي جدية من المسؤولين اللبنانيين في معالجة الأزمات، ولاثقة لدينا بقدرة الحكومة على تنفيذ الإصلاحات".
ويأتي ذلك بعد ساعات من تدفق عشرات الآلاف من المتظاهرين على شوارع لبنان في ثالث يوم من الاحتجاجات المطالبةبإصلاحات واسعة تضمن مواجهة الفساد.
ويحمل المتظاهرون النخبة السياسية مسؤولية أساسية عن تفشي الفساد ودفع الاقتصاد نحو الهاوية.
وأعلن الجيش اللبناني "تضامنه الكامل" مع مطالب المتظاهرين "المحقة"، ودعاهم إلى التجاوب مع القوى الأمنية لتسهيل أمور المواطنين.
ودعت قيادة الجيش، في بيان نشر على فيسبوك السبت، "جميع المواطنين المتظاهرين والمطالبين بحقوقهم المرتبطة مباشرةً بمعيشتهم وكرامتهم إلى التعبير بشكلٍ سلميّ وعدم السماح بالتعدي على الأملاك العامة والخاصة".
جاء بيان الجيش بعد كلمة ألقاها أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصرالله رفض فيها استقالة الحكومة الحالية، التي يشارك فيها الحزب، لأنها "إذا استقالت سوف يستغرق الأمر سنة أو سنتين لتشكيل حكومة جديدة".
وقال نصر الله "لتستمر هذه الحكومة لكن بروح جديدة ومنهجية جديدة وأخذ العبرة مما جرى على مستوى الانفجار الشعبي".
كما حذر نصر الله، في كلمة متلفزة مخاطبا المتظاهرين، من أن حزب الله سوف ينزل إلى الشارع ولن يخرج. وأضاف "ستجدوننا جميعا في الشارع ونغير كل المعادلات". مؤكدا "إذا نزلنا إلى الشارع لا نستطيع أن نخرج قبل تحقيق الأهداف التي نزلنا لأجلها".
وكان الحريري قد أمهل الجمعة شركاءه في الحكومة 72 ساعة لدعم "الإصلاحات" في لبنان، متهما بعضهم بتعطيل عمله.
وقال الحريري، في كلمة متلفزة بعد إلغاء اجتماع لمجلس الوزراء الجمعة، "أنا شخصياً منحت نفسي وقتاً قصيراً جداً، إما أن يعطينا شركاؤنا في التسوية والحكومة جواباً واضحاً وحاسماً ونهائياً يقنعني ويقنع اللبنانيين والمجتمع الدولي، بأن هناك رغبة لدى الجميع في الإصلاح ووقف الهدر والفساد أو أن يكون لدي كلام آخر".