رجحت أبحاث أن تنظيف الأسنان بالفرشاة لا يجعلنا نتخلص من تكبد عناء مشقة زيارة طبيب الأسنان فحسب، وإنما يحمينا أيضا من قصور القلب.

وفي مقال نشرته مجلة نيوزويك الأميركية قالت الكاتبة كشميرا غاندر إن الدراسة شملت مشاركة 161 ألفا و286 شخصا في كوريا لم يعانوا من أي مشاكل بالقلب.

وخضع المشاركون لفحص طبي روتيني، بما في ذلك فحص الأسنان، وطرحت عليهم أسئلة عن نظافة الفم، وبعد حوالي عشر سنوات تابع الفريق مع المشاركين لمعرفة ما إذا أضحوا يعانون من مشاكل في القلب.

ذكرت الكاتبة أنه عندما ينظف الشخص أسنانه بالفرشاة ثلاث مرات يوميا على الأقل ينخفض خطر إصابته بقصور في القلب بنسبة 12%، ويكون عرضة بصفة أقل للإصابة بالرجفان الأذيني بنسبة 10%، مما قد يتسبب في تسارع دقات القلب بشكل غير طبيعي.

يشار إلى أن أعضاء الفريق غير متأكدين من العلاقة الكامنة بين تنظيف الأسنان والقلب، لكنهم يعتقدون أن عادة تنظيف الأسنان بانتظام يمكن أن تقلل أعداد البكتيريا التي تعيش في الفجوات بين الأسنان واللثة، مما يمنعها من الوصول إلى مجرى الدم.

وفي هذا الصدد، أفاد كبير مؤلفي الدراسة الدكتور تاي جين سونغ من جامعة "إيوها وومان" في العاصمة الكورية الجنوبية سول بأن الرجفان الأذيني وفشل القلب من أهم مشاكل القلب والأوعية الدموية، ومع ذلك لا يعرف الكثير عن عوامل الخطر أو العوامل المرتبطة بالإصابة بالرجفان الأذيني وفشل القلب، ناهيك عن العوامل التي يمكن أن تمنع الإصابة بهما.

وأضاف أن الجهود المبذولة لتحسين صحة الفم -بما في ذلك تنظيف الأسنان- ستقلل خطر الإصابة الرجفان الأذيني وفشل القلب، لذلك يجب التأكيد مجددا على ضرورة العناية الجيدة بصحة الفم، ولا سيما بعد النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة، ومع ذلك اعترف سونغ بأن الدراسة كانت محدودة نظرا لأنها كانت تستند إلى مجتمع واحد.

وفي مقال افتتاحي نشر في المجلة الأوروبية للوقاية، أشاد الخبراء الذين لم يعملوا على البحث بالباحثين لاستخدامهم مجموعة كبيرة من المشاركين الذين تابعوا وضعهم الصحي على مدى فترة طويلة نسبيا.

وأوضح كل من باسكال ميربا من معهد أبحاث القلب والأوعية الدموية في سويسرا وديفيد كونين من معهد أبحاث صحة السكان في جامعة كاندا بجامعة مكماستر أن الدراسة لا تثبت أن تنظيف الأسنان بالفرشاة يمنع أمراض القلب.

وفي السياق ذاته، قال كلا الباحثين إنه من المبكر للغاية الحث على تنظيف الأسنان بالفرشاة للوقاية من الرجفان الأذيني وقصور القلب.

وأضاف الباحثان أنه في حين أن دور الالتهاب في حدوث أمراض القلب والأوعية الدموية أصبح أكثر وضوحا إلا أن هناك حاجة لإجراء دراسات التدخل لتحديد إستراتيجيات ذات أهمية للصحة العامة.

وبينت الكاتبة أنه في وقت سابق من هذا العام خلص فريق آخر من العلماء إلى أن نظرتنا للحياة يمكن أن تحمي قلوبنا، وأشارت الدراسة -التي نشرت في مجلة جاما نتورك- إلى أن امتلاك نظرة إيجابية للحياة يمكن أن يمنع الإصابة بأمراض القلب، ويقلل من خطر الوفاة المبكر.