أحدث الأخبار
  • 10:01 . خامنئي يقول إنه حذر نصر الله من خطة إسرائيلية لاغتياله... المزيد
  • 09:03 . يخفض من خطر تكون حصى الكلى والالتهابات.. فوائد عدة لتناول كوب من الماء على الريق... المزيد
  • 09:03 . الرئيس الإيراني يصل قطر في أول زيارة خارجية له... المزيد
  • 07:18 . “حزب الله” يعلن تصديه لقوة إسرائيلية راجلة حاولت التسلل إلى جنوب لبنان... المزيد
  • 07:16 . سلطنة عُمان تدعو لضبط النفس لتجنيب المنطقة مخاطر الحروب... المزيد
  • 07:15 . نتنياهو: إيران ارتكبت خطأ كبيراً وستدفع ثمنه... المزيد
  • 03:50 . الذهب يتراجع بعد ساعات من صعود قوي بفعل الهجوم الإيراني... المزيد
  • 03:49 . أسعار النفط ترتفع بفعل تصاعد الهجمات في الشرق الأوسط... المزيد
  • 11:20 . اجتماع طارئ لمجلس الأمن وتحذيرات من التصعيد بعد هجمات إيران... المزيد
  • 11:18 . الأسهم الأمريكية تتراجع إثر الهجوم الإيراني على "إسرائيل"... المزيد
  • 11:14 . عشرات الشهداء في غزة وخان يونس بنيران جيش الاحتلال منذ الفجر... المزيد
  • 11:01 . السوان تتهم أبوظبي بمحاولة التغطية على دورها "المشين" في الحرب... المزيد
  • 10:41 . انتصارات كبيرة للفرق العملاقة وأرسنال يكسب القمة أمام سان جيرمان بدوري أبطال أوروبا... المزيد
  • 10:34 . أكسيوس: "إسرائيل" ستوجه ردا على هجوم إيران قد يستهدف منشآتها النفطية... المزيد
  • 10:31 . إيران تهدد الاحتلال الإسرائيلي بضرب بنيته التحتية إذا رد عليها... المزيد
  • 10:27 . انفجاران بمحيط سفارة الاحتلال الإسرائيلي في كوبنهاغن.. والشرطة تحقق... المزيد

عدوان 2008.. ذكرى لا تموت!

الكـاتب : رضوان الأخرس
تاريخ الخبر: 30-12-2019

ليس غريباً أن تسمع صوت القصف ولا قصص الموت والأسر في بلد محتل، وليس عادياً أيضاً، فلا يكاد يخلو منزل أو حي صغير من شهيد أو أسير أو جريح أو كوكبة من الشهداء وأعداد من الأسرى والجرحى، على الأقل هذا ما وجدته وعاينته في أحياء وأزقّة قطاع غزة.
وعندما كان يحدثنا الأستاذ في المدرسة عن المجازر المروعة التي ارتكبها الاحتلال في الماضي، لحظة احتلال فلسطين، وقتله العشرات والمئات في ساعات، لم نكن نتصور ببراءة الطفل أن هذا من الممكن أن يتكرر في حياتنا ونعاينه بأنفسنا.
ويوماً عندما خرجت من باب المدرسة عائداً إلى المنزل، ظننت القيامة قد قامت، في لحظات انقلبت الأوضاع رأساً على عقب وكأنه زلزال، الناس في الشوارع يركضون وأصوات الانفجارات تأتي من كل حدب وصوب، أسراب الطائرات تهاجم قطاع غزة من شماله إلى جنوبه.
في دقائق معدودة قُتل المئات، وكانت في حينها أكبر المجازر التي شهدتها وعايشتها، لم يكد يخلو شارع في القطاع يومها من بيت لشهيد أو أكثر، تحول القطاع إلى «بيت عزاء كبير».
كان كل شيء مستهدفاً، وكم كان صعباً أن تشعر بأنك مستهدف في منزلك الذي قد يتحول إلى قبر لك وتضيع أشلاؤك بين الركام، كما حصل مع كثيرين في القطاع المحاصر، لا أريد أن أصف كيف يمكن لإنسان أن ينام ليلته وسط كل هذه التهديدات والتخوفات!
حدث هذا أواخر أيام عام 2008 وبداية عام 2009، أي بينما كان العالم يحتفل كانت غزة تتعرض للموت والعدوان، لقد كان شعور الخذلان صعباً مثل شعور الفقد، تخيل أن السماء في الدول الأخرى تضيء بأصوات المفرقعات والألعاب النارية، وأنت لا تستطيع النوم من شدة أصوات القصف.
لقد كان صعباً أن ترى الموت، وأيضاً كان صعباً أن تتخيله كل لحظة، فقد كان للقصف وميض يسبق صوته، فكلما رأينا الوميض والوهج المرافق للانفجار ظننا أن القصف وصلنا وتشهّدنا، هكذا لأيام وليالٍ طويلة.
يحدث هذا معنا في وطننا، ولا ذنب لنا إلا أن بلدنا محتل فيها محتلون لا يقبلون لنا أن نعيش بأمان وحرية، ثم يأتي بعد ذلك من يستصغر ذلك أو يستحقر الفلسطينيين ويتهمهم بأشنع التهم ويسيء إليهم.
ليس سهلاً أن نذكر الحرب أو نستذكر فصولها، لكن الأصعب أن ننسى ما حُفر في الذاكرة، ذاكرة العدوان التي لا تموت، فالاحتلال ما زال موجوداً وعدوانه لم ينتهِ، فكم فقدنا؟ وكم تألمنا؟ وكم حبسنا في الصدر واحتبسنا؟ مرة أخرى ليس سهلاً أن نتحدث عن ذلك ونستعيد تفاصيله، لكن من حق الشهداء علينا، ومن حق الأرض، وكل من بذل دماً وجهداً، وأعطى في ذلك الطريق أن نبقي قضيته حاضرة، حتى لا تضل الأجيال أو تُضلل، وحتى لا تُزيّف الحقيقة، وحتى يبقى الدم شاهداً على عار كل من اصطف إلى جانب المجرمين.