شبه عضو مجلس الشورى اليمني عصام شريم الاتفاق الذي وقع في الرياض قبل أكثر من شهرين بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا في عدن باتفاق "السلم والشراكة" الذي رعته السعودية قبل سنوات بين الحوثيين والحكومة الشرعية.
وخلال استضافته في برنامج "بلا حدود" بتاريخ (2020/1/1) أوضح شريم أن أوجه التشابه بين الاتفاقين هو أنه في الاتفاق الأول أعطي الحوثيون الضوء الأخضر للانقلاب، وتم دعمهم ماليا وعسكريا لتنفيذه، بينما في اتفاق الرياض أعطي ما يسمى المجلس الانتقالي الضوء الأخضر للاستقواء على الدولة وتشكيل المليشيات العسكرية، وتم دعمه بالمال والعتاد.
كما أشار شريم إلى أنه من المستغرب أن الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي وافق على كلا الاتفاقين رغم المآخذ الكبيرة عليهما.
وحتى عودة رئيس الحكومة الشرعية لعدن، وهو البند الوحيد من بنود اتفاق الرياض الذي تم تنفيذه، قال شريم إن رئيس الحكومة لم يعد إلا بعد أن أقسم بالولاء للإمارات التي ظلت تدعم المجلس الانتقالي وتواصل مناكفة الحكومة الشرعية.
وفيما يتعلق بالوضع الراهن، أكد شريم أن المشكلة الكبرى ليست في الجنوب وعدم الالتزام بتنفيذ اتفاق الرياض رغم مرور شهرين عليه، وإنما بطبيعة العلاقة التي تربط الحكومة الشرعية مع دولتي التحالف السعودية والإمارات اللتين تخوضان حربا في اليمن منذ أكثر من أربع سنوات بتفويض من الحكومة الشرعية ولاستعادة الشرعية من الحوثيين.
وأكد عضو مجلس الشورى أنه بعكس ما جاء من أجله التحالف لليمن فإن العمليات العسكرية مع الحوثيين بالشمال متوقفة، بينما يجري دعم المجلس الانتقالي الجنوبي لمناكفة الشرعية بعدن، مشددا على أنه في ضوء التطورات الحالية فإن اتفاق الرياض إنما الهدف منه هو تمكين المجلس الانتقالي من السيطرة على جنوب اليمن، مما يسهل لاحقا سيطرة الإمارات على كل الجنوب، وتسيطر السعودية على بعض المناطق.
وتساءل شريم: لماذا تدفع السعودية رواتب المجلس الانتقالي، وهل أصبح القرار السعودي السياسي رهينة بيد الإماراتيين؟
وقال إن الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي الموجود في الرياض مدرك تماما لأهداف الإمارات الاحتلالية باليمن، وإنه أخبره شخصيا أن الإماراتيين طلبوا منه التوقيع على وثائق تمكنهم من السيطرة على جزيرة سقطرى لمدة 99 عاما، وعلى أن يرفع عليها علم الإمارات بدلا من اليمن، وأن تخضع لإدارة محلية إماراتية مقابل إعادته -أي هادي- إلى عدن رئيسا شرعيا معززا مكرما، لكنه رفض ذلك لأنه يعرف "نوايا الإمارات الاحتلالية"، على حد تعبيره.
وأكد شريم أنه يفضل "أن يحكم الحوثيون اليمن ولا يحكمها ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد الذي جاء بطائراته بهدف مساعدة اليمنيين، ليتبين لاحقا أنه جاء ليحتل البلاد"، على حد قوله.
وتساءل عما إذا كان الرئيس هادي حرا طليقا، أم أنه معتقل لدى السعوديين، حيث قال إن هادي كان يفترض أن يشارك في اجتماعات الأمم المتحدة التي أجريت مؤخرا، وكان اليمنيون ينتظرون أن يسمعوا منه حقيقة ما يجري ببلادهم، وماذا يفعل التحالف فيها "لكن الرجل لم يحضر ولم يبعث من ينوب عنه".
وفيما يتعلق بقصف الإمارات جيش الإصلاح في العلمين مؤخرا واتهامه بأنه جيش إرهابي، قال شريم إن هذا الجيش هو الوحيد الذي قاتل إلى جانب عبد ربه منصور هادي ضد الحوثيين منذ البداية، وهو الذي صمد طوال السنوات الماضية بمحاربة الحوثيين، والسعودية والإمارات كانتا تعلمان ذلك، فكيف تأتيان الآن وتصفه بأنه إرهابي ويتبع للإخوان المسلمين رغم أن هادي يؤكد أن هذا الجيش يتبع له.
وفسر استهداف التحالف جيش الإصلاح بأنه يبحث عن مبرر لتغيير أجندته والتوقف عن دعم الشرعية.
وتحدث شريم عن دعم الإمارات طارق صالح ابن شقيق الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، وأكد أن الإمارات تريد أن تجعل صالح يدا لها في الساحل الغربي تماما كما صنعت المجلس الانتقالي بعدن، وذلك لإحكام سيطرتها على مقدرات البلاد.