شكك في صحيح البخاري ومسلم، ووقف ضد ثورات الربيع العربي، وجاء موقفه "صادما" من قضية المسلمين الإيغور، إلى غير ذلك من المواقف التي اتخذها الإمام السابق لجامع الشيخ زايد الكبير وسيم يوسف والتي أثارت حفيظة المجتمع الإماراتي والعربي.
ومؤخرا، عاد وسيم يوسف لإثارة الجدل بعد مقطع نشره على "سناب شات" يبكي فيه ويشتكي من تنمر يتعرض له هو وابنه، كما يطلب فيه من الإماراتيين عدم شتمه.
يقول مراقبون، بيدو أن حكام الإمارات لم يعودوا راضين عن سلوك "الشيخ وسيم"، فقرروا فجأة إزاحته من إمامة مسجد الشيخ زايد الكبير، لكنه حاول الالتفاف على قرار العزل، وكتب مغردا أنه تم تكليفه من "ولاة أمره" بمهمات في مسجد آخر إلى جانب مهامه الأصلية، وختم قائلا "شكرا قيادتي وشكرا لولاة الأمر حفظهم الله عىلى هذه الثقة الغالية".
لكن الرد العاصف على وسيم جاء عبر موقع الحساب الرسمي لجامع زايد الكبير، حيث نشر بيانا على "إنستغرام" أعلن فيه أن وسيم يوسف لم يعد خطيبا في الجامع.
وكان مفسر الأحلام الأردني المُجنّس إماراتيّاً، أثار جدلاً واسعاً على المنصّات الافتراضيّة، وذلك بعد إعفائه من إمامة وخطابة مسجد الشيخ زايد.
وجاء تعيين يوسف بإمامة مسجد سلطان بن زايد، بعد هجوم عنيف شنّه وسيم يوسف، على إمام المسجد المذكور سيف الحارثي، حيث تناقش الرجلان حول اختلاف الرؤى في بعض مفاهيم الدين الإسلامي، مما دفع يوسف إلى أن يشتكيه إلى وزارة الأوقاف، واتّهامه بحمل خطاب عدواني ضدّه، وبعد الشكوى، كان لافتاً تعيين يوسف مكان الحارثي، لكن الأخير اعتبر إعفاء يوسف من إمامة مسجد الشيخ زايد، بمثابة الضربة له.
ومُقارنةً بين أهميّة المسجدين، وإعفاء يوسف من خطابة مسجد الشيخ زايد، فقد اعتبر نشطاء أنّ تكليفه بإمامة مسجد سلطان بن زايد، يأتي تقليلاً من قدره، وانتهاء دوره، فهو سيقوم بالخطابة إلى جانب خمسة آخرين، وبخطبة مكتوبة جاهزة تأتي من وزارة الأوقاف.
ويوسف واحد من موضة "الدعاة" الشباب، الذين ظهروا بشكلٍ مُفاجئ على الساحة الإماراتيّة، ويعد واحد من المُقرّبين من نظام الحُكم في أبوظبي، ويُقدّم نفسه على أنه وسطي، ويُحارب الإسلام المُتطرّف، ويقول مُنتقدوه إنه يخلط الحابل بالنابل دينيّاً إرضاءً للحُكّام، وجرى استخدامه كورقة ضد الإخوان المسلمين، وكانت آخر فتاويه المُثيرة للجدل، تشريعه بناء “الحرم الإبراهيمي” في أبو ظبي، وهو مجمع يجمع الديانات السماويّة الثلاث، الإسلام، المسيحيّة، اليهوديّة في مكانٍ واحد، وكان لافتاً أن البناء الديني هذا المُنتظر الانتهاء منه العام 2022، قد حظي بترحيبٍ واحتفاء إسرائيلي واسع، وهو ما يُعيد التّساؤلات حول انتهاء دوره.
ومن غير المفهوم، ما هي الأسباب الحقيقيّة، التي قد تكون دفعت أبوظبي لإعفاء وسيم يوسف. لكن في كُل الأحوال، بدت المنصّات الإماراتيّة في جلّها سعيدةً بنبأ إعفائه، فيما بدا تقليصاً لحجمه، وصلاحيّاته في البلاد. فيما اعتبر مراقبون أن وسيم يوسف يشبه المعلبات ذات تاريخ صلاحية محدد، قابلة للاستهلاك ولكن ترمى في القمامة في حالتين: إما بعد الاستهلاك ترمى العلبة الفارغة أو تنتهي صلاحيتها قبل استهلاكها، ولكنها أيضا تجد طريقها للقمامة بصورة أسرع من العلبة الفارغة، حتى لا تفسد أشياء أخرى بوجود العلبة الفاسدة، على حد تشبيه وتعبير ناشطين.