أكد يعقوب ألهيللو مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة المساعد إلى ليبيا “أن استمرار المعارك في ليبيا وعمليات خرق حظر الأسلحة المفروض على ليبيا، عوامل جعلت هذا البلد يحوي أكبر مخزون أسلحة خارج عن الرقابة في العالم”.
وأوضح المبعوث “أن مصدره في هذا التأكيد هو استخلاصات توصل لها مكتب الأمم المتحدة المضاد للألغام”.
وأكد يعقوب ألهيللو في تصريحات أدلى بها للصحافة الثلاثاء على هامش زيارته الحالية لطرابلس “أن ما بين 150 ألف و200 ألف قطعة سلاح توجد مخزنة اليوم على التراب الليبي بصورة خارجة عن الرقابة”.
وقال: “الأغرب من ذلك هو تزايد أعداد الطائرات المسيرة التي لا تكاد تغادر سماء ليبيا”، مبرزا “أن ليبيا تشكل أكبر مسرح في العالم تستخدم فيه تكنولوجيا الطائرات المسيرة ذاتيا”.
وفي رد على سؤال حول الجهات التي تتبع لها الطائرات المسيرة، قال يعقوب ألهيللو: “أعتقد أن لكل أحد شيء ما يطير في سماء ليبيا”.
وتبذل الأطراف الدولية منذ فترة طويلة، جهودا مضنية للوصول لانتقال ديموقراطي آمن في ليبيا وذلك في خضم فوضى عارمة يشهدها هذا البلد المكلوم منذ الإطاحة بزعيمه السابق معمر القذافي.
فلم يكد نظام الراحل معمر القذافي يكنس من الساحة الليبية حتى دخلت البلاد في حالة من الفوضى العارمة، حيث أصبحت تسيرها حكومة وحدة وطنية تعترف بها الأمم المتحدة تنازعها حكومة منشقة في الشرق الليبي.
وتتصارع كلتا الحكومتين المستفيدتين من دعم ميلشيات ومجموعات مسلحة ومرتزقة مكتتبين من آفاق شتى، من أجل السيطرة على مقدرات البلد وعلى أرضه دون أن تتمكن أي منهما من حسم الموقف لصالحها.
وتخوض حكومة الوحدة الوطنية التي يقودها فائز السراج مدعومة من الحكومتين القطرية والتركية حربا ضروسا ضد قوات المارشال حفتر المدعوم من الحكومات المصرية والسعودية والإماراتية.
ويسعى حفتر للسيطرة على العاصمة طرابلس، وقلب الحكومة المعترف بها دوليا. واتخذت حكومة أنقرة مؤخرا إجراءات عسكرية داعمة لحكومة السراج، قابلتها إجراءات دعم مماثلة لحفتر مقدمة من حكومات الإمارات وروسيا وفرنسا.
وبالرغم من الحظر الدولي المفروض على ليبيا فإن الأطراف المنحشرة في الأزمة الليبية تغرق الساحة الليبية بأنواع الأسلحة وهو ما غذى هذه الأزمة وأجج المعارك الدائرة فيها، حسب ما أكدته بعثة الدعم التابعة للأمم المتحدة في ليبيا.