تشير دراسة جديدة إلى أن البالغين الأكبر سناً قد يحققون نجاحاً أفضل في إنقاص الوزن، إذا فعلوا ذلك بمساعدة العلاج السلوكي المكثف من أخصائيي التغذية.
والعلاج السلوكي المكثف للسمنة، أو "IBTO"، هو علاج مخصص يساعد الأشخاص على تغيير سلوكيات تناول الطعام، وممارسة التمارين الرياضية من خلال سلسلة من جلسات الإرشاد الفردي.
وهو أيضاً علاج قد يكون من الصعب على أطباء الرعاية الصحية الأولية القيام به مع المسؤوليات الأخرى، لذلك قام فريق بحث من جامعة كارولينا الشرقية باستكشاف فعالية "IBTO" إذا تمت إضافة اختصاصي تغذية إلى الفريق.
وقالت الدكتورة لورين ساستر، مؤلفة الدراسة وأستاذة علوم التغذية المساعدة في جامعة كارولينا الشرقية، إن
"RDNs"، أو أخصائيي التغذية المسجلين، يتم تدريبهم على علاج إنقاص الوزن وعلاج التغذية، ويمكنهم المساعدة في دعم الأطباء لمعالجة عوامل الخطر المرتبطة بالنظام الغذائي ونمط الحياة للأمراض المزمنة.
وأظهرت نتائج الدراسة أن المرضى الذين تلقوا العلاج فقدوا حوالي ثلاثة أرطال في المتوسط وحسّنوا النتائج الصحية الأخرى مقارنة بأولئك الذين لم يتلقوا "IBTO".
وأوضحت الدكتورة إميلي ويلكوكس جير، رئيسة برنامج الحميات في قسم علوم التغذية بجامعة كورنيل أنه "إلى جانب حقيقة أن التغذية ليست محتوى مطلوب في مناهج المدارس الطبية، فقد لا يكون لدى المهنيين الطبيين الوقت أو المهارات اللازمة لتطوير وتنفيذ تدخلات التغذية للمرضى".
وشملت الدراسة 2097 امرأة تبلغ من العمر 65 عاماً أو أكبر ممن تلقين تأمين الرعاية الطبية. وكلهن لديهن مؤشر كتلة الجسم فوق 30، وتم تصنيفهن على أنهن يعانين من السمنة المفرطة، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض. ثم تم تقسيم النساء إلى مجموعة تخضع للعلاج ومجموعة غير خاضعة للعلاج، مع حوالي 700 من المشاركين يتلقون "IBTO".
وفي الزيارة الأولى، ساعد أخصائيو التغذية المرضى على تحديد طريقة تحديد السعرات الحرارية وتتبع الطعام بناءً على عاداتهم وتفضيلاتهم الشخصية. وكانت الجلسات اللاحقة عبارة عن عمليات فحص ركز فيها المرضى على تحسين عادات ممارسة الرياضة، والنظام الغذائي.
وقام الباحثون أيضاً بقياس وزن المرضى، ومؤشر كتلة الجسم و"A1C"، واستخدام الدواء. و"A1C" هو اختبار دم يساعد الأطباء في تشخيص حالة ما قبل السكري والنوع الثاني من السكري من خلال قياس متوسط مستوى السكر في الدم خلال الأشهر الثلاثة الماضية. كما يمكن أن يُظهر مدى قدرة الشخص على التحكم بمرض السكري.
وبعد ثلاث سنوات من العلاج، من عام 2016 إلى عام 2019، لاحظ المرضى الذين تلقوا "IBTO" انخفاضاً أكبر في مؤشر كتلة الجسم وتراجعاً أكبر في "A1C"، وتوقفوا عن تناول الأدوية في فترة أقرب.
وفقد المرضى في المجموعة العلاجية حوالي ثلاثة أرطال في المتوسط، مقارنةً بالمرضى في المجموعة الأخرى الذين كسبوا نصف رطل في المتوسط. كما تراجع "A1C" بنحو 0.2، وهو ما ربطته الأبحاث السابقة بانخفاض يصل إلى 10٪ في مخاطر الوفاة.
وقالت الدكتورة إميلي ويلكوكس جير، رئيسة برنامج علم التغذية بقسم علوم التغذية بجامعة كورنيل، "يمتلك اختصاصيو التغذية المعرفة والمهارات اللازمة للعمل مع المرضى على أساس فردي لتطوير تدخلات ناجحة". وأضافت أنهم يعرفون كيفية تقديم توصيات التغذية لتناسب احتياجات الفرد، بما في ذلك الظروف الطبية، والحالات المعيشية والتفضيلات. وقالت إن هذا الدليل يساعد على دعم حقيقة "أن تدريبنا يساعد المرضى على تحقيق أهداف فقدان الوزن لديهم".
لكن، الاختلافات الديموغرافية أثرت على نتائج المرضى، حيث تشير الدراسة إلى أن بعض الأشخاص من كبار السن حصلوا على نتائج أصغر.
ومع ذلك، وبالنظر إلى النتائج الإجمالية التي توصلت لخفض "A1C"، يعتقد الباحثون أن نموذج العلاج المكثف الذي ينصح به أخصائيو التغذية، يمكن أن يكون مفيدًا للأشخاص الذين لا يعانون من السمنة المفرطة ولكن لديهم مرض السكري، على الرغم من أن المتطلبات الحالية لـ "IBTO" تشمل أن يكون مؤشر كتلة الجسم أكثر من 30.