أحدث الأخبار
  • 06:12 . رغم الحرب.. الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة... المزيد
  • 12:27 . انطلاق معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 33... المزيد
  • 11:17 . النفط يتراجع مع استمرار محادثات وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 11:10 . توقعات بارتفاع أسعار البنزين في الإمارات خلال مايو بسبب الصراع "الإسرائيلي الإيراني"... المزيد
  • 10:50 . مانشستر سيتي يواصل مطاردة أرسنال بثنائية في مرمى نوتينجهام... المزيد
  • 10:43 . وزير الخارجية الأمريكي يصل السعودية لبحث الحرب على غزة... المزيد
  • 10:16 . لوموند: فرنسا تخفض صادرات أسلحتها لـ"إسرائيل" لأدنى حد... المزيد
  • 12:10 . مباحثات كويتية عراقية حول دعم العلاقات والأوضاع في غزة... المزيد
  • 09:04 . وزير إسرائيلي يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو إذا منع وزراء فيها صفقة مع حماس... المزيد
  • 08:21 . أرسنال يعزز صدارته للدوري الإنجليزي بفوز مثير على توتنهام... المزيد
  • 07:24 . على خلفية المظاهرات المناصرة لغزة.. عبدالله بن زايد يذكِّر الأوروبيين: لقد حذرتكم من الإسلاميين... المزيد
  • 07:17 . وزير الخارجية البحريني يصل دمشق في أول زيارة منذ الثورة السورية... المزيد
  • 07:11 . اجتماع عربي إسلامي في الرياض يطالب بعقوبات فاعلة على الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 12:16 . "الأرصاد" يحذر من تأثر الدولة بمنخفض جوي خفيف اعتباراً من الثلاثاء... المزيد
  • 11:48 . محمد بن راشد يعتمد تصاميم مبنى المسافرين الجديد في مطار آل مكتوم الدولي... المزيد
  • 11:47 . "أدنوك للإمداد والخدمات" تعقد أول جمعية عمومية سنوية في 29 أبريل... المزيد

عملية بحث مشروعة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 31-08-2014

في كل الظروف والحالات والأوقات الناس كل الناس يبحثون عما يفتقدونه، يبحثون عما ينقصهم أو عما يكمل نقصهم من وجهة نظرهم واحتياجاتهم ومشاعرهم ومعارفهم وثقافتهم وليس من وجهة نظرنا أو ثقافتنا، ولذلك فعلينا أن نتوقف عن تقييم الآخرين وفق معاييرنا أو وضعهم ككتلة واحدة على موازيننا الشخصية ، كل شخص يأتي إلى هذه الحياة ويمنح فرصة العيش والتنفس والحلم والحركة والتنقل يكون مستعدا أو لديه استعداد لتكوين قناعاته وتأسيس موازينه التي يعيش ويتحرك وفقها ، ولذلك فنحن حين ننتقد الآخرين في كل حركاتهم وسكناتهم وذوقهم في اختيار ملابسهم وأصدقائهم وأزواجهم إنما نطبق عليهم موازيننا الخاصة وهنا يكمن الخطأ والخطيئة معاً.

بخلاف أن لدينا تعليمات وتنبيهات في الدين والعادات والخلق ، فإنه من الصعب أن نجعل الجميع يحبون الشيء نفسه ويفضلون الذوق ذاته ، ذلك ضد حركة الحياة والعقل والسياسة والاقتصاد ، وتعتبر قضية التهكم ونقد تصرفات الآخرين وفق ثقافة النميمة واحدة من أكثر خصوصياتنا كشرقيين، نتناول فطورنا ثم نتفق مباشرة على جلسة أصحاب فيما يسمى عندنا بـ ( شاي الضحى ) او عند الإنجليز بـ ( شاي الساعة الخامسة ) وهات يا نميمة ، وعند انتهاء الجلسة تتبرع واحدة لتذكر المجموعة بدعاء ( ختم المجلس ) وكأنهن كن يناقشن كتاب صحيح البخاري.

في الغرب كما في الشرق الكل ينم وينتقد ويتهكم ولا يعجبه العجب في الآخرين ، لكن الغرب محكوم بأفكار تعتبر قوالب اجتماعية ومحددات جزء كنها ثقافة وجزء قانون وجزء له صلة بطبيعة الشخصية الغربية أو المسيحية عموماً ، احترام خصوصية الآخرين أحد هذه القوانين والحرية كذلك، فكل إنسان حر في ارتداء ما يشاء واختيار ما يريد والايمان بما يحب ، وليس لأحد أن يتدخل أو ينتقد، أما نحن الشرقيين أو العرب بشكل عام فسلطة العائلة ونفوذ علاقات القرابة تمنح الكثير الحق في التدخل في قراراتك وخياراتك : لزوجتك ، لزوجك ، لاصدقائك ، لتخصصك الجامعي ، لموضة ثيابك وللبلاد التي تفكر بقضاء شهر العسل فيها أو إجازتك الصيفية وعليك أن تسمع وتحترم آراء الجميع وربما أجبرت على الأخذ بها.

يكبر الصغار عندنا على عدم القدرة على الاختيار ولذلك ينشرون على التردد والحديث بصوت لا يكاد يسمع على اعتبار أن ذلك من الأدب ، مع أن ذلك ليس سوى تعبير عن ضعف الشخصية ، فاذا جلس مع أهله في المطعم لا يعرف أي الطعام يختار ، واذا دخل محل ثياب لا يعرف، وإذا أراد الزواج اختارت له أمه، واذا اراد السفر حجز له والده ودفعت له أخته، وفي النهاية مطلوب منه أن يؤسس عائلة وينجب أطفالا يعلمهم الاستقلالية والاعتماد على النفس والاعتداد بالرأي مع العلم أن فاقد الشيء لا يعطيه سلفاً.

ويجلس هذا الذي لا يعرف كيف يختار ربطة عنقه أو المطعم الذي سيتناول فيه عشاءه ليتهكم وينتقد الآخرين انطلاقاً من ضحالته وضعف شخصيته ، فإذا تأملت زوجته وجدتها متسلطة ومتعجرفة تتحدث بصوت عال وبطريقة منفرة فتتساءل مالذي أعجبه فيها ثم تكتشف أن الإنسان يبحث عما يكمله دائماً، ومن هذا المنطلق نعرف جميعاً أن كثيراً من الذين يدمنون التسوق أو الذين يبحثون عن أغلى الثياب والحقائب والماركات العالمية فانما يبحثون في الحقيقة عما يسد عيوباً يعلمونها في تكوينهم الشخصي والذين يدمنون الثرثرة أو استمرار التواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي انما يكملون نقصاً حاداً أو جوعاً خفياً للتواصل والشعور بالانتماء للجماعة والعائلة والأصدقاء.