أحدث الأخبار
  • 09:38 . قطر تجري مباحثات مع كوريا الجنوبية لتعزيز التعاون العسكري... المزيد
  • 09:28 . جيش الاحتلال يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 07:45 . أبو عبيدة يلقي كلمة مصورة بالذكرى الأولى لطوفان الأقصى (فيديو)... المزيد
  • 07:21 . اعتماد قرار بإنشاء "المجلس الأعلى للفضاء" في الإمارات... المزيد
  • 06:53 . في الذكرى الأولى لطوفان الأقصى.. القسام تقصف تل أبيب برشقة صاروخية... المزيد
  • 06:32 . إعلام عبري: القسام لا تزال تمتلك مئات الصواريخ بعيدة المدى... المزيد
  • 12:26 . الذهب يتراجع مع تزايد توقعات خفض الفائدة الأمريكية‭... المزيد
  • 12:14 . بعد عام من الحرب.. لا يزال الطريق طويلاً للتعافي أمام جرحى جنود الاحتياط الإسرائيليين... المزيد
  • 11:50 . الاحتلال الإسرائيلي يوسع هجماته على غزة والمقاومة تكثف عملياتها... المزيد
  • 11:42 . الإمارات ترسل ست طائرات مساعدات إلى لبنان... المزيد
  • 11:31 . زياد النخالة: لدى الفصائل ما يكفي من الأسرى لإجراء تبادل مع الاحتلال... المزيد
  • 11:23 . توقعات بنمو الاستثمارات الإماراتية في الخارج 10 % سنوياً... المزيد
  • 10:58 . الإمارات والأردن توقعان اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة... المزيد
  • 01:08 . ليفاندوفسكي يقود برشلونة للفوز على ألافيس في الدوري الإسباني... المزيد
  • 12:39 . خسائر غزة البشرية والمادية بعد عام من العدوان الإسرائيلي... المزيد
  • 12:17 . ما مصير قائد فيلق القدس الإيراني ببعد استهدافه في لبنان؟... المزيد

الوقاية من تهديدات الأوبئة خير من علاجها

الكـاتب : عادل عبدالله المطيري
تاريخ الخبر: 19-04-2020

الهلع الذي اجتاح العالم بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19»، يشبه إلى حد كبير الهلع والرعب أثناء الحروب التقليدية بين الدول، لذلك سبق وحذّر الكثير من الباحثين في شؤون الأمن والسياسات من أثر التحديدات الأمنية غير التقليدية، والتي تندرج من تحتها انتشار الأوبئة والأمراض المعدية على الأمن العالمي.
خطورة هذه الأنواع من التهديدات الأمنية أنه لا يمكن توقع بداية حدوثها، ولذلك لا تولي الحكومات والتي كعادتها تقع تحت ضغوط اقتصادية وسياسية آنية، أن تخصص موارد مالية كبيرة لوضع الخطط وتجهيز الاحتياطات والمستلزمات لمكافحة تلك التحديات الأمنية المستقبلية أو غير محدد التوقيت.
وتاريخياً لم تنتشر الأوبئة بين الدول والمدن والأحياء بهذه السرعة، وبتوقيت زمني يكاد يكون واحداً، فخلال ٣ أشهر لم يترك فيروس «Covid - 19» ولا قارة إلا وأصاب منها دولاً عديدة، وخاصة العالم المتحضر كأوروبا والولايات المتحدة وكندا وأستراليا، ودول النمور الآسيوية، والدول الغنية كدول الخليج العربي، وغيرها الكثير.
كما أن الخطورة المترتبة على الأوبئة أصبحت أشد خطورة وتهديداً لحياة الأفراد والمجتمعات عن ذي قبل، فلو قارنا عدد الوفيات في الأوبئة الجديدة كفيروس إنفلونزا الطيور أو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)، أو فيروس سارس مثلاً، والذي وصل عدد حالة الوفيات به ٧٧٤ حالة، ولم ينتشر كثيراً بين دول العالم، بينما تعدت حالات الوفيات بفيروس «Covid - 19» ١١٥ ألف حالة، رغم أن الأخير لم يتجاوز وقت انتشاره إلى الآن (الأربعة أشهر) مقارنة بالأوبئة السابقة التي وصلت مدة انتشارها إلى عام كامل.
حتى من حيث الخسائر الاقتصادية المترتبة على انتشار فيروس «Covid - 19» والمقدرة «بتريليونات الدولارات» لا يمكن مقارنتها مع الخسائر المباشرة، وغير المباشرة جراء انتشار فيروس سارس، والتي لم تتعد «٤٠ مليار دولار»، وكان الأخير أكثر الفيروسات ضرراً بالاقتصاد في السابق.
ويرجع سبب الخسائر الكبيرة لانتشار فيروس «Covid-19»؛ أن شلّ اقتصاديات دول العالم جميعاً بلا استثناء، نتيجة الإغلاق الشامل للمؤسسات الحكومية والتجارية والصناعية في أغلب دول العالم، بل إنه بات يهدد سلسلة الإمدادات الغذائية الدولية، بينما كانت آثار الأوبئة الأخرى محدودة بقطاعات معينة وفي دول محددة.
في اعتقادي أن دول العالم ستهتم كثيراً بتهديدات الأمن غير التقليدي في المستقبل، وذلك لأسباب عديدة، منها ما هو إنساني، فقد كان العدد المرتفع لضحايا فيروس «Covid-19» وصور الموتى وعجز المجتمع عن مد يد العون لهم، الأثر الأكبر في ضمير شعوب العالم ووجدانهم، فقد تكبّد مرضى «Covid-19» ألماً يفوق ألم ضحايا الحروب إلا إذا ما قارناهم بضحايا الأسلحة الكيماوية والبيولوجية.
والسبب الآخر اقتصادي، فلقد أصيبت اقتصاديات العالم بالعدوى المرضية، بطريقة لم تعهدها من قبل، يأتي الخطر هذه المرة من الصناعة أو أسواق المال، بل من فيروس بيولوجي أصاب كل قطاعات الاقتصاد في جميع دول العالم!!!
ربما تمتلك بعض الدول خبرات سابقة في إدارة الأزمات الاقتصادية ذات المنشأ الاقتصادي، ولكنها حتماً لم تعهد هذا النوع الجديد من الأزمات الاقتصادية، ولذلك قد لا تنجح الحلول التي اعتمدوها في السابق كضخ السيولة المالية، لأن الاقتصاد الحقيقي والأفراد هذه المرة، هم من أشد ضحايا الأزمة الاقتصادية الكورونية نسبة لفيروس كورونا المستجد، ولا بد أن تبدأ الحلول باتجاههم، كتقديم الدعم المالي للأفراد، وتخفيض الرسوم والضرائب لهم، وتجميد الأقساط المترتبة عليهم تجاه البنوك أو الدولة، لتخفيف معاناتهم، ومن أجل دفع عجلة الاقتصاد والمجتمع معاً.
ختاماً: إن المعاناة الإنسانية والاقتصادية الحالية أعلى بكثير من التكاليف التي لو أنفقتها دول العالم في سبيل مكافحة تلك التهديدات الأمنية غير التقليدية كالأوبئة والأمراض وقضايا التغير المناخي وغيرها، لما زهقت كل تلك الأنفس، ولا تكبّد الاقتصاد العالمي كل هذه الخسائر التريليونية.