انتقد رياضيون استمرار نهج المنتخب الوطني لكرة القدم في الاعتماد على القائمة «شبه الثابتة» منذ أكثر من ثماني سنوات، بسبب استمرار ضم الأسماء نفسها من اللاعبين حتى وإن كانوا مصابين، إضافة إلى معدل الأعمار المرتفع، مشددين على أن المنتخب هو مُنتج بطولة الدوري، والأندية هي المسؤول الأول عن إنتاج اللاعبين لكنها لا تقوم بدورها برفد اللاعبين المميزين للمنتخبات، على حد تعبيرهم.
وكانت قائمة المنتخب الوطني الأولية قد شهدت 36 لاعباً منهم 15 فوق عمر الـ30 عاماً، إضافة إلى ضم عدد من اللاعبين العائدين من الإصابة والغائبين عن فرقهم منذ فترة، ما يعني عدم وجود لاعبين قادرين على تعويض هذا الغياب.
وقالوا لـ«الإمارات اليوم»: «إن مشكلة قائمة المنتخب واستمرار ضم اللاعبين أنفسهم تعود إلى أسباب كثيرة منها قلة المواهب وغياب دور اللجان الفنية في الاتحاد التي تختار وتراقب اللاعبين، وعدم إنتاجهم من قبل الأندية والاعتناء بالمواهب، إضافة إلى محاولة إرضاء الشارع الرياضي بضم لاعبين قد لا يكونون في مستوياتهم الفنية وإنما إرضاء للجمهور».
ويستعد المنتخب لاستكمال تصفيات مونديال 2022 وكأس آسيا 2023، المقررة في شهرَي أكتوبر ونوفمبر المقبلين، إذ يحتل الترتيب الرابع في المجموعة السابعة برصيد ست نقاط، خلف منتخبات فيتنام (11 نقطة)، ماليزيا (9 نقاط) تايلاند (8 نقاط).
«السوبر ماركت»
من جهته، أكد المنسق الإعلامي السابق بنادي الوصل عادل درويش، أن اختيارات قائمة المنتخب تأخذ في بعض الأوقات مبدأ «السوبر ماركت»، بمعنى اختيار اللاعبين بما يتناسب مع ميول الشارع الرياضي، وقال: «استمرار بعض الأسماء لفترة طويلة جداً مع التقدم في العمر وعدم تقديم لاعب بديل، مسؤولية الاتحاد ولجنة المنتخبات، إضافة إلى عدم الاعتماد على لغة الأرقام والإحصاءات للوقوف على مستويات اللاعبين بدقة، ومثال ذلك خالد السناني حارس مرمى أرقامه مميزة جداً في الموسم الأخير الملغى، واستدعاء بعض اللاعبين المنقطعين لفترات طويلة جداً، وهو ما يعطي مؤشراً إلى أن المنتخب مكان تأهيل وإعداد اللاعبين وهذا خطأ، إذ إن التأهيل والإعداد بعد الإصابة مكانه النادي وليس المنتخب، وأحياناً نشاهد الاختيار يأخذ بمبدأ (السوبرماركت)، بمعنى ما يطلبه الناس والشارع».
وأضاف «موضوع اختيار لاعبي المنتخب مشكلة أزلية ومزمنة، وأعتقد أن الأندية تتحمل 70٪ من سوء حالة المنتخبات الوطنية خصوصاً المنتخب الأول لكرة القدم، هناك نسبة 30٪ مرتبطة بآلية العمل داخل الاتحاد الذي لا أرى له آلية واضحة ومنهجية لاختبار واعتماد قوائم المنتخبات، فهل هناك لجان فنية خاصة داخل الاتحاد تتابع وترصد مستويات اللاعبين في المنافسات المحلية؟ أحياناً أرى أن آلية إعداد القوائم لاتزال تعتمد على طرق بدائية جداً وتقليدية بحيث يوكل الأمر الى أحد المساعدين الفنيين المستمرين بالعمل والمتابعين للدوري، بينما العمل الفني يجب أن يرتبط بوجود لجان دائمة ومستمرة مهمتها هندسة العمل الفني للمنتخبات والوقوف على مستويات لاعبي دورينا، ورصد عيوب وتحركات وإمكانات لاعبي الدوري والمنتخبات من اللاعبين الدوليين، وإعداد تقارير دورية مستمرة.