أخرجت النخبة الدينية والعسكرية في إيران ما في جعبتها من خطب رنانة اعتراضا على الاتفاق المفاجئ بين الإمارات وإسرائيل، خصم طهران اللدود، لتطبيع العلاقات، ويبدو أن هذه أقصى الحدود التي قد تصل إليها طهران، وفق تحليل لوكالة رويترز.
فقد وجهت السلطات الإيرانية انتقادات شديدة للاتفاق، الذي أُعلن عنه الأسبوع الماضي وتوسطت فيه الولايات المتحدة. وحذر بعض المسؤولين الإيرانيين من أن الإمارات وإسرائيل، بتودد كل منهما إلى الأخرى، تخاطران بانفجار الوضع في الشرق الأوسط. وأطلق آخرون تهديدات مستترة ضد دول الخليج العربية.
لكن ذلك كل شيء حتى الآن. فلم تستدع طهران القائم بأعمالها في الإمارات أو تقطع العلاقات معها، مثلما فعلت بعض الدول الأخرى.
وقال مسؤول كبير قريب من كبار صانعي القرارات في إيران "دائما ما تفضل القيادة الإيرانية السلام وليس التوتر، خاصة مع جيرانها".
وأضاف "نتصرف دائما على أساس مصالح إيران الوطنية. لن تتخذ طهران أي إجراء عدائي ما دامت مصالحها لم تتعرض للخطر".
وفي ظل وجود علاقات تجارية مع إيران ترجع إلى أكثر من قرن من الزمان، تمثل دبي، التي لا تبعد عن الجمهورية الإسلامية سوى 150 كيلومترا فقط عبر الخليج، إحدى بوابات طهران الرئيسية إلى العالم الخارجي.
وقال محللون إن إيران لا يمكنها تحمل أن تخسر دبي كطريق للتجارة، خاصة بعد أن قلصت العقوبات الأميركية بشدة، صادراتها النفطية، وتسببت في مزيد من التعقيد لتجارتها الدولية.
"رفع العلم الإسرائيلي"
تحتفظ إسرائيل والإمارات منذ أمد بعلاقة سرية، تتعلق بمصالح مشتركة، لكن هذا الاتفاق يعزز المعارضة لإيران، وهي قوة إقليمية ترى الإمارات وإسرائيل والولايات المتحدة أنها تمثل تهديدا.
وقال مائير جافيدانفر، المحاضر في مركز هرتزليا متعدد التخصصات بإسرائيل" إن "إمكانية رفع العلم الإسرائيلي في الإمارات، وهي شريك تجاري في غاية الأهمية لإيران، تمثل انتكاسة كبيرة للنفوذ الإيراني في المنطقة".
ويخشى بعض الإيرانيين العالمين ببواطن الأمور، من أن يجعل ضبط النفس مع الإمارات، الجمهورية الإسلامية تبدو ضعيفة أمام حلفائها السياسيين والمسلحين في المنطقة، الذين وسعوا نفوذها في السنوات العشرين الماضية.
وقال مسؤول إقليمي إنه لهذا السبب، فمن غير المستبعد أن يعبر وكلاء إيران عن عدم رضاهم عن الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي، بشن عمليات على نطاق محدود.
وأضاف "لا تندهش إذا شهدت حدوث تفجيرات على نطاق بسيط، قنبلة أو طائرة مُسيرة أو هجمات صاروخية، في المنطقة خلال الأسابيع المقبلة".
وقال دبلوماسي إيراني سابق إن بعض العناصر الأكثر تشددا في الجناح المحافظ قد تنظر إلى الأمر على أنه استفزاز، كون أن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي يعني أن مصالح رسمية إسرائيلية ستتركز علنا قرب حدود إيران في الخليج.
وخلال الساعات الماضية، أعلنت الجهات الأمنية عن توتر أمني في مياهنا الإقليمية تمثل بما قالت إنه اقتراب 8 قوارب صيد للمياه الإقليمية للإمارات دون أن تنصاع لخفر السواحل الذي بدوره قال إنه طبق "قواعد الاشتباك" دون مزيد من التفاصيل، وهو ما دفع المراقبين للتخوف من تداعيات خطيرة للاتفاق مع إسرائيل يكون على حساب أمن الشعب الإماراتي.