قالت منظمة "سام" للحقوق والحريات (يمنية غير حكومية)، إن الإمارات والسعودية أشرفتا على تعذيب عشرات المدنيين الذين اعتقلوا خلال عمليات أمنية بحجة محاربة تنظيم القاعدة في محافظة حضرموت شرقي اليمن.
وأوضحت المنظمة في بيان لها أنها وثقت أكثر من 15 حالة، بينها طفلان تعرضوا للاحتجاز التعسفي أو الإخفاء القسري في مدينة سيئون خلال العام 2016، بعد أن قامت وحدات عسكرية تتبع قوات المنطقة الأولى المدعومة من السعودية باعتقالهم واحتجازهم في سجن الطين في مدينة سيئون قبل نقلهم إلى سجن المكلا.
وذكر البيان أن المسؤولين عن عمليات الاستجواب والتعذيب في سجن الطين بسيئون هم ضباط من الاستخبارات السعودية واليمنية، يعملون تحت إشراف سعودي، مؤكدة أن الضباط السعوديين لديهم سلطة القرار عن الاعتقال والإفراج.
ووثّقت المنظمة عمليات نقل قامت بها القوات السعودية لبعض معتقلي سجن الطين إلى سجن المكلا المركزي، ومن ثم نقلهم إلى سجون المملكة وتحديداً إلى سجن "ذهبان" حسب إفادات معتقلين سابقين.
وأكدت "سام" أن ملف المعتقلين والمخفيين قسرًيا يعد من أشد الملفات تعقيدًا التي خلفتها الحرب، ذلك أنه ترك آثارًا سياسية ونفسية عميقة لدى الأهالي والضحايا.
ودعت كافة أطراف الصراع في اليمن إلى التوقف الفوري عن ممارسة الانتهاكات ضد المعتقلين وإطلاق سراح كافة المعتقلين تعسفًيا وتقديم معلومات عن المخفيين قسرًيا.
وأوضحت المنظمة أن غياب ملف المعتقلين تعسفياً والمخفيين قسريا في المناطق الجنوبية عن أي مفاوضات يجعل مستقبله مجهولاً في ظل ضعف المنظمات الحقوقية الضاغطة، والمؤسسات القضائية، في مقابل سطوة وسيطرة قوات التحالف والقوات التي تعمل تحت إشرافها.
ودعت المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى منح ملف المعتقلين في المناطق الجنوبية أولوية إنسانية، والضغط على الأطراف المسيطرة على الأرض بما فيها التحالف والحكومة الشرعية لإطلاق كافة المعتقلين، وتعويضهم عن الضرر الذي لحق بهم، وإحالة من يثبت تورطه بتهم جنائية إلى القضاء.
وتقول المصادر، إن القوات الإماراتية المرابطة في مطار الريان بالمكلا والقوات الحليفة الموالية لها، تعتقل العشرات فيه فضلاً عن الاشراف على نحو 44 معتقلاً بالمحافظة، وتمارس بحقهم أبشع الجرائم والانتهاكات، وسط مناشدات للجهات المعنية والمنظمات الحقوقية، بالتدخل ووقف تلك الانتهاكات.
ونفذت قوات النخبة الحضرمية المدعومة من الإمارات سلسلة اعتقالات بعد انسحاب مسلحي القاعدة من مدينة المكلا في أبريل/نيسان 2016.
وكان المرصد الأورومتوسطي قد كشف الشهر الماضي في تقرير جديد عن أوضاع قاسية يعيشها مئات السجناء القابعين في سجون تديرها الإمارات أو موالون لها في اليمن.
وتحدث التقرير عما يتعرض له هؤلاء المعتقلون من "إهانة إنسانيتهم بتفتيش المناطق الحساسة لأجسادهم تحت تهديد السلاح، بالإضافة إلى ضربهم حتى النزيف وإطلاق الكلاب البوليسية عليهم".
وأشار التقرير إلى تعنيف المعتقل جسديا وصعق أعضائه التناسلية، وإلى أنه قد يغتصب ويصور وهو عار، إلى غير ذلك من الممارسات "الفظيعة".