في محاولة لكسر الصورة النمطية المعتادة برفض التطبيع مع العدو، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية، مقابلة تلفزيونية، لمطبع "إماراتي صهيوني" يعترف خلالها بزيارة للكيان الصهيوني منذ أكثر من تسعة أعوام.
ويظهر التسجيل المصور، محاولة الصحافة الإسرائيلية التلطف للمطبعين الإماراتيين بزيهم الرسمي بمطار "بن غوروين" العبري، بغية الحصول على معلومات تدعم فكرة قبول الشعوب بالتطبيع مع العدو الصهيوني.
وقد كان لافتاً اعتراف أحد المطبعين الإماراتيين في المطار الإسرائيلي، بأنه أقر بزيارته لدولة الكيان الصهيوني منذ 2001، أي قبل اتفاق العار بنحو تسع أعوام، علماً أن هذا الفعل مُجرّم بحسب قوانين الدولة آنذاك قبل تغييرها مؤخراً لتتماشى مع الاتفاق الأخير.
ورداً على سؤال الصحفي الإسرائيلي له أين ستذهب؟ وهل ستزور المسجد الأقصى؟، أجاب" ربما يذهب للصلاة ولكن جدوله مزدحم باللقاءات والاجتماعات" مستعرضاً أسماء مجموعة من الشركات الإسرائيلية التي يخطط للالتقاء بها في الزيارة ".
وعن مدى شعوره خلال تواجده في (إسرائيل) أجاب "بأنه شعور جميل وفي الحقيقة فإن يشعر بالضغط أكثر قبل الصعود للطائرة والقدوم إلى هنا (إسرائيل)".
ولفت إلى أن "الوضع الحالي الذي يسمح له بالقدوم مباشرة من دبي الى تل أبيب يزيح عنه حمل وعناء كبير ويريحه من الحاجة للسفر لدول أخرى للوصول لتل أبيب ويريحه من الأسئلة والاستفسارات عن سبب زيارته ".
ويضيف بـ"أنه يشعر بأنه مرحب به لدى الاحتلال الإسرائيلي بشكل كبير أكثر من أي دولة أخرى في العالم! حد زعمه
اعترافات المطبعين الاماراتيين من المحسوبين على النظام على النحو السابق لذكره، تدعم ما تحدثت به دان شوحم بن حيون رئيس البعثة الإسرائيلية لوكالة الامم المتحدة في أبوظبي بشأن وجود تواصل وعلاقات تطبيع بين الجانبين قبل الإعلان عنها رسمياً في أغسطس الماضي.
وحسب تصريحات بن حيون، فإن التعاون بين أبوظبي وتل أبيب بدأ عام 2002 مع إنشاء أبوظبي بورصة للألماس ثم الاستثمار هناك في مجالات الأمن والغذاء والزراعة الصحراوية.
ولم يكن إعلان الإمارات وإسرائيل عن تطبيع العلاقات بينهما سوى تتويج لمقدمات علنية وسرية متتالية في السنوات الماضية للتعاون والتنسيق بين أبوظبي وتل أبيب في المجالين السياسي والعسكري، فضلا عن مختلف أشكال التطبيع الرياضي والثقافي وغيرهما، وفق تعبير مراقبين.