بعد أن تجاوز التطبيع حدوده، عادت أبوظبي من جديد للحديث عن القضية الفلسطينية وذلك بعد نحو شهرين على التطبيع الكامل مع العدو الصهيوني المغتصب للأرض وحق الإنسان الفلسطيني ومواصلته في بناء المستوطنات وتنفيذ الغارات على غزة.
وعبر منبر الأمم المتحدة، دعت أبوظبي إلى تكثيف العمل لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مجددة موقفها "غير المتواني" عن تلبية المبادرات الدولية العادلة والعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، بما يلبي التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني.
وجاء الموقف في بيان السفيرة لانا زكي نسيبة، المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، أمام المناقشة العامة التي عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء، حول البند المتصل بالقضية الفلسطينية.
واقتبست السفيرة بعض ما جاء في الرسالة التي وجهها رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، إلى الأمم المتحدة، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وقالت: "تكرر دولة الإمارات، حكومة وشعبا، التأكيد على التزامها الدائم والتاريخي تجاه دعم الشعب الفلسطيني الشقيق في نيل كافة حقوقه المشروعة أسوة بكافة الشعوب، وتماشيا مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة».
وأضافت السفيرة «بات حتميا على المجتمع الدولي السعي لإيجاد حلول دائمة لهذه الأزمات عبر إعادة التفكير في النُهج السابقة، واتخاذ خطوات جديدة لإرساء الاستقرار والسلام في المنطق".
وأكدت على أن دولة الإمارات «تولي القضية الفلسطينية اهتماما كبيرا، ووضعتها على رأس أولويات سياساتها الخارجية»، مجددة التأكيد أن الدولة «لن تتخلى عن موقفها الراسخ الذي يتماشى مع الموقف العربي في دعم قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، عاصمتها القدس الشرقية، وفقا للمرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية».
وأكدت أن تحقيق ذلك يتطلب بذل الجهود ودعم المبادرات التي تهدف إلى خلق بيئة مناسبة لتحقيق السلام وإقامة حل الدولتين.
وزعمت من جديد ان اتفاق تطبيع العار مع دولة العدو الصهيوني، أسهم باتجاه تجميد ضم أراضي فلسطينية.
وقالت: «تؤمن بلادي أن توقيع هذه المعاهدة سيدعم مواصلة دور بلادي الإيجابي والفعال في جهود إحلال السلام في الشرق الأوسط»، وفق ما ذكرت وكالة وام.
كما أكدت في ذات السياق، «ضرورة وقف الممارسات غير الشرعية في الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك بناء وتوسيع المستوطنات وانتهاك حرمة الأماكن المقدسة في مدينة القدس وهدم الممتلكات واستمرار الحصار على غزة».
ويتساءل مراقبون، عن سبب إصرار أبوظبي على وسائل الإعلام من الحديث عن القضية الفلسطينية، في حين كانت اول من يطعن بالقضية ويتاجر بها، من خلال إقامة تطبيع رسمي وشامل في كافة المجالات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وبالرغم من الترويج بأن الاتفاق أوقف يؤكد مسؤولون إسرائيليون استمرار التوسع في بناء المستوطنات ما ينسف مزاعم أبوظبي في تبرير التطبيع.