فتحت صحيفة إماراتية، النار على المملكة العربية السعودية، عقب الإعلان عن اتفاق مبدئي بشأن المصالحة الخليجية مع دولة قطر.
وتحت عنوان "تهدئة بين السعودية وقطر أقرب إلى التعايش من المصالحة"، قالت صحيفة العرب الممولة من الإمارات، إن الكلة الكلمة القصيرة التي ألقاها وزير الخارجية الكويتي، الشيخ أحمد ناصر الصباح، حول التوصل لاتفاق بشأن الازمة وضوحا كافيا بشأن تفاصيل اتفاق التهدئة بين السعودية وقطر بوساطة كويتية وأميركية.
واعتبرت الصحيفة، الإعلان عن المصالحة مجرد تهدئة أقرب إلى “التعايش” منها إلى مصالحة شاملة تأتي على حل جميع عناصر الخلاف.
ورأت الصحيفة، أن هدف الاتفاق بالأساس إلى “ترضية” الطرفين، وهو ما يُشعر قطر بأنها كسرت المقاطعة والسعودية بأنها لم تقدم تنازلات.
ويبرز مساران زمنيان متوازيان، وبغايتين مختلفتين بالنسبة إلى الدوحة والرياض. فهناك تريث قطري يهدف إلى استنزاف أعصاب السعودية إلى حين وصول الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض مطلع العام الجديد. وهناك تأنّ سعودي يعود بالدرجة الأولى إلى الحصول على ضمانات على مدى بعيد بعدم تكرار قطر قطع الوعود ونقضها في ما يتعلق بالحملات الإعلامية والارتباط بإيران وتركيا والجماعات المتشددة، وفق الصحيفة.
وزعمت الصحيفة، أن الدوحة والرياض تبحثان عن اختراق، ولكن الأقرب إلى التحقيق هو نوع من “التعايش” دون مبالغة في التعامل المفتوح بين القيادات، وترك الشأن الشعبي والاقتصادي بعيدا عن الأزمة، وهو وضع ملائم للطرفين إذ تشعر قطر بأنها نجحت في الخروج من العزلة، بينما تظهر السعودية في وضع الشقيقة الكبرى التي قبلت بالتهدئة استجابة للوساطات وحفاظا على وحدة الصف الخليجي، دون أن تقدم أي تنازلات.
وأشارت إلى أن زيارة جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، للدوحة والرياض قد تسهّل وضع “خطوات” بناء ثقة. لكنها لن تحل الأزمة بحكم أن المقاطعة قضية سياسية متشابكة جدا، وقد استثمرت الأطراف فيها معنويا وسياسيا وشعبيا، وهناك الكثير من التفاصيل التي يجب معالجتها قبل الحديث عن مصالحة، وعلى رأسها تفكيك البعد الإقليمي للأزمة والتدخّلات الإيرانية والتركية.
ووفق توصيف الصحيفة للأزمة الخليجية، فإن ملف المصالحة على السطح قضية خليجية، لكنه مسألة إقليمية واسعة تجاوزت موضوع الإخوان ودعم الحركات الإسلامية أو ملف قناة الجزيرة والإعلام".
وهذا أول تعليق شبه رسمي محسوب على أبوظبي تجاه الإعلان عن تفاهمات حول الازمة الخليجية مع قطر.
وتعليقاً على ما أوردته الصحيفة، قال الكاتب والمحلل السعودي سليمان العقيلي، إن "البعض لا تعجبه المصالحات الخليجية وعودة التضامن والاتحاد لدول مجلس التعاون، وتصحيح المسار نحو الاستقرار الاقليمي والتعاون المشترك في مواجهة الاخطار".
وأضاق ملمحاً لسياسية أبوظبي "ربما يريدنا ان نكون ممزقين دومآ ، ونواجه قوسآ من الازمات المتسلسلة، والصراعات المتصاعدة . وكأن ذلك اجندة سياسية متعمدة".
والجمعة، كشف وزير خارجية الكويت أحمد ناصر الصباح، عن مباحثات "مثمرة" جرت أخيرا في إطار تحقيق المصالحة ودعم وتحقيق التضامن والاستقرار الخليجي والعربي.
وقال الصباح، في بيان بثه التلفزيون الرسمي: "جرت مباحثات مثمرة خلال الفترة الماضية أكد فيها كافة الأطراف حرصهم على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي، وعلى الوصول إلى اتفاق نھائي يحقق ما تصبو إليه من تضامن دائم بين دولهم".