هاجمت وسائل إعلام ممولة إماراتياً، المملكة العربية السعودية، كما اتهمتها بالفشل، وذلك بعد ساعات من إقرار المصالحة الخليجية، بوساطة كويتية، ودعم سعودي.
وأبرزت صحيفة "العرب" اللندنية ، المقربة من أبوظبي، مقالا للكاتب العراقي "كرم نعمة"، الذي يعد من أبرز كتابها، يهاجم فيه قطر وينتقد المصالحة.
وعند نشر المقال عبر حساب الصحيفة بـ"تويتر"، اختارت "العرب" اللندنية فقرة تحوي هجوما مباشرا على السعودية من مقال الكاتب.
وجاءت الفقرة على النحو التالي: "متى التزمت قطر بوعودها من قبل، ثم متى نجحت السعودية من قبل من الخليج إلى العراق واليمن وتركيا وإيران، إن لم تكن ثمة قوة خارجية مساعدة تعتمد عليها؟".
ولقيت التغريدة المسيئة للسعودية غضبا من ناشطين، واعتبر بعضهم أن الإمارات هي الدولة المارقة في الخليج والمنطقة، وليست قطر، وفقا لممارسات أبوظبي خلال السنوات الماضية.
وبالعودة إلى تفاصيل المقال، وجه الكاتب انتقادات لاذعة لكل من السعودية وقطر، قائلاً: "العقوبات السعودية على قطر حققت هدفها بإجبار الدوحة على الابتعاد عن إيران وتركيا، وكبح جماح قناة الجزيرة، والكف عن دعم التنظيمات الإسلامية المتطرفة، ولا قطر قادرة وفق تعبير السير مالكولم ريفكيند من حزب المحافظين البريطاني، على أن “تجري مع الأرانب والصيد مع كلاب في الوقت نفسه” حد تعبير كاتب المقال.
واعتبر الكاتب مصطلح الوارد في بيان قمة العلا “طي صفحة الخلاف” أكثر إرهاقا، إن لم تكن فشلا، للسياسيين أنفسهم من وسائل الإعلام السعودية والقطرية التي احتفت بما حصل وكأنه إنجاز حقيقي، بينما القيمة الاعتبارية من القمة تكمن فقط في المشهد المعبر باصطحاب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، بسيارته الخاصة في جولة بين آثار مدينة العلا. وهو سلوك اجتماعي خليجي محبوب أكثر من كونه يحمل دلالة سياسية، وفق قوله.
وفي وقت سابق، نقلت "رويترز" عن مصادر قولها إن الإمارات اعترضت على المصالحة مع قطر، لكن ضغوطا سعودية وأمريكية أجبرتها على الانصياع، واختارت القبول، حتى لا تظهر في شقاق علني مع السعودية، في هذه الفترة الحساسة.
وسبق لوزير الشؤون الخارجية "أنور قرقاش" أن صرح، قبل ساعات، بأن بلاده وافقت على المصالحة، بناء على طلب السعودية، مطالبا الرياض بالضغط على الدوحة لتنفيذ بنود اتفاق العلا.
وأوضح قرقاش أن "هناك اجراءات ستتم خلال أسبوع من توقيع الاتفاق ستتضمن العلاقات التجارية وشركات الطيران والملاحة البحرية".
ولكنه أضاف أن "القضايا الأخرى كاستئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة سيستغرق بعض الوقت، لأن الأمر مرتبط بقضايا دولية تخص موقف إيران وتركيا وجماعات الإسلام السياسي التي ترى بعض الدول العربية أنها تشكل تهديدا أمنيا لها".
يذكر أن الدول الأربع وضعت 13 شرطا لإنهاء المقاطعة، بينها إغلاق قناة الجزيرة وقاعدة عسكرية تركية وقطع العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين وتخفيض مستوى العلاقات مع إيران.
والثلاثاء، أعلنت السعودية إنهاء الخلاف بين الدول الخليجية إضافة إلى مصر وقطر وقال وزير خارجيتها إن "الرياض وحلفاءها سوف يعيدون بناء جميع العلاقات مع الدوحة التي قطعت في منتصف عام 2017.