نشر موقع "إنترسبت" الأمريكي تقريرا كشف فيه عن موقف سفير أبوظبي لدى واشنطن يوسف العتيبة، من جهود الكونغرس الأمريكي لإنهاء حرب اليمن.
وأوضح التقرير أن العتيبة كان غاضبا للغاية من مسعى النائب الديمقراطي رو كانا الذي يقود جهود إنهاء الدعم الأمريكي للحرب في اليمن لدرجة أنه صرخ في وجهه خلال أحد الاجتماعات.
وقال كانا لموقع "إنترسبت": "لقد فوجئت تماما.. لم يقدم سفير دولة قط على المجيء إلى مكتبي والصراخ في وجهي".
وأضاف: "لقد قادني هذا الفعل إلى الاعتقاد بأن هناك غطرسة حقيقية، شعور حقيقي بالاستقواء، شعور بأنه يعتقد أنه قوي للغاية بحيث يمكنه التصرف بهذه الطريقة. وأنا لم أر ذلك حقا من قبل".
وقال كانا الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا إنه لا يتذكر بالضبط متى عقد الاجتماع، لكن الاجتماعات اللاحقة مع العتيبة كانت أكثر هدوء.
وأضاف: "التقينا مرة أو مرتين والعتيبة خفف من حدة ذلك في الاجتماعات اللاحقة، لكنني اعتقدت أن هذا مؤشر على مدى ترسخ هذه المصالح".
وقال ريتشارد مينتز من "ذي هاربر غروب"، الذي يمثل الإمارات في واشنطن، إن السفير نفى رفع صوته على كانا.
ويضيف "إنترسبت" أن عودة الديمقراطيين إلى السلطة بمن فيهم شخصيات سياسة عارضتها الإمارات بسبب الاتفاق النووي الإيراني في نهاية فترة إدارة أوباما تضع السفير العتيبة في موقف حساس، وذلك بالنظر إلى الدور القيادي للإمارات في تسهيل ممارسات الرئيس السابق دونالد ترامب في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وأفاد الموقع الأمريكي "بأن العتيبة من بين أكثر السفراء الأجانب شهرة في واشنطن، على الرغم من صغر حجم بلاده.. ويُعرف بسحره وحفلاته الفخمة وعمله الخيري ومجموعة واسعة من الأصدقاء في المستويات العليا في واشنطن".
وقد اختبر العتيبة حدود هذا التأثير في السنوات الأخيرة لإدارة أوباما وعبر إدارة ترامب. إذ عارضت أبوظبي بشدة صفقة أوباما النووية الإيرانية وساعدت في تمويل الانقلاب في مصر الذي أطاح بالرئيس آنذاك محمد مرسي. على الرغم من ارتباط مرسي بالإخوان المسلمين، إلا أن إدارة أوباما دعمته بعد انتخابه ديمقراطياً.
بالنظر إلى دور الولايات المتحدة كقوة عظمى عالمية بلا منازع، فإن أي عضو في الكونغرس سوف يُنظر إليه على أنه يتفوق على منصب سفير أجنبي من دولة صغيرة، وبالتالي يكون محظورا عليه مثل هذا الهجوم اللفظي
ويتابع “إنترسبت” أنه في ظل إدارة ترامب، سرعان ما طور العتيبة علاقة قوية مع جاريد كوشنر، مستخدما قناته المباشرة مع صهر الرئيس لإبعاد وزارة الخارجية عن عملية صنع القرار.
وقال عضو الكونغرس رو كانا إن العتيبة رد بغضب على الجهود المناهضة للحرب في اليمن، في حين أن سفراء السعودية كانوا أكثر دبلوماسية.
وقال “التقيت بالسفيرة السعودية وخاصة الجديدة”، في إشارة إلى ريما بنت بندر بن سلطان. “بالطبع ، نحن نختلف كثيرا، ولدي مخاوف أخلاقية حقيقية، لكن في المحادثة هم دبلوماسيون ومهذبون، ويعبرون عن مدى احترامهم لوجهة النظر”.
يعكس موقف العتيبة تجاه كانا الطبيعة المتطورة للنخبة الحاكمة في العالم. في السنوات الماضية، وبالنظر إلى دور الولايات المتحدة كقوة عظمى عالمية بلا منازع، فإن أي عضو في الكونغرس سوف يُنظر إليه على أنه يتفوق على منصب سفير أجنبي من دولة صغيرة، وبالتالي يكون محظورا عليه مثل هذا الهجوم اللفظي. لكن الإمارات تعتبر نفسها الآن جزءا من فريق الإدارة عندما يتعلق الأمر بالإشراف على المشروع الغربي العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة.