قال موقع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، إنه منذ إقدام الرئيس التونسي قيس سعيد، على قراراته الأخيرة بتجميد عمل البرلمان، وإقالة الحكومة، وتولي منصب النائب العام الأحد 25 يوليو وما تلى ذلك من عمليات توقيف، لشخصيات سياسية، لم تتوقف أصوات التونسيين على وسائل التواصل الاجتماعي، كما لم تتوقف أصوات ناشطين سياسيين، يتحدثون عن ضلوع دولة الإمارات في ما شهدته تونس من أحداث.
أما آخر ما صدر في هذا المجال، من اتهام للإمارات بالوقوف وراء ما شهدته تونس، فقد جاء على لسان قطب سياسي تونسي، وطرف في اللعبة السياسية هو راشد الغنوشي، رئيس البرلمان المعطل، وزعيم حركة النهضة، والذي وجه في حديث لصحيفة(التايمز) البريطانية، أصابع الاتهام للإمارات، مؤكدا أنها تقف وراء "انقلاب" الرئيس قيس سعيّد على الدستور.
ونقلت التايمز عن الغنوشي قوله، إن أبوظبي مصممة على إنهاء الربيع العربي، الذي انطلق من تونس عام 2011 وأطاح بحكم الدكتاتور الراحل زين العابدين بن علي على حد قوله، مضيفا" اعتبرت الإمارات الديمقراطية الإسلامية تهديدا لسلطتها، وأخذت على عاتقها أن تموت فكرة الربيع العربي التي بدأت في تونس مثلما انطلقت منها".
وأضاف زعيم النهضة " إن سيطرة عسكرية على السلطة، على غرار ما حدث في مصر، لن تكون ممكنة في تونس، لأن تونس ليست مصر، وهناك علاقات مختلفة بين الجيش والحكومة وقد حمى الجيش الحرية وصناديق الاقتراع منذ الثورة" كما تناول مخاوف الإمارات من التطورات في ليبيا فقال إنها تخشى من تسوية سلمية هناك مضيفا "هم خائفون من التحولات الديمقراطية وإمكانية انتشارها في بقية المنطقة العربية".
وقد جاء الرد الإماراتي، على تصريحات الغنوشي، من قبل أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، والذي قال على تويتر إن زعيم "حركة النهضة" في تونس راشد الغنوشي، زج باسم الإمارات لتبرير تقصيره، وطالبه بالنظر لأحداث بلاده من منظور داخلي.
وكتب قرقاش في تغريدة له على حسابه بموقع "تويتر" السبت 31 يوليو قائلا: "لم أستغرب حوار السيد راشد الغنوشي مع صحيفة التايمز اللندنية، واتهاماته الموجهة للإمارات، فقد تعودنا الزج باسم الامارات من قبل هذه الجهات لتبرير قصور محلي وهيكلي". مضيفا: "نصيحتي أن تكون قراءته داخلية لأحداث بلاده فستكون بالتأكيد أدق ولعلها أنفع".
غير أن ما قاله الغنوشي، فيما يتعلق بدور إماراتي، لم يكن الوحيد إذ كان الرئيس التونسي الأسبق، المنصف المرزوقي سباقا للحديث، عن دور إماراتي سعودي، فيما حدث في تونس وفيما وصفه باتخاذ قرار تصفية الربيع العربي برمته.
وقال المرزوقي في حوار مع قناة (دويتش فيله) الألمانية، الناطقة بالعربية: إن ما تشهده تونس والمنطقة، من تصفية للربيع العربي، يقف وراءه النظام العربي القديم، متمثلا في النظامين السعودي والإماراتي، وأشار إلى أنه وخلال الفترة، التي شغل خلالها منصب الرئيس، كان المال الإماراتي يتدفق إلى البلاد بصورة مثيرة، وأن التدخل الإماراتي كان واضحا وكان يثير انشغاله.
وأشار المرزوقي، إلى أنه وعندما وقع "الانقلاب" في مصر، أدرك تماما أن الدور سيأتي على تونس، مضيفا أن قيس سعيد يتلقى الآن كل الدعم، من قبل السعودية والإمارات، مقابل قلب الموازين خاصة ضد الإسلام السياسي، لكنه أشار إلى أن هذا الإسلام السياسي جاءت به الثورات التي أتت بالديمقراطية والتي كان الإسلام السياسي جزءا منها.
وبعيدا عن حديث السياسيين، ينشط التونسيون وغير التونسيين من المنطقة العربية، على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة تويتر في الحديث عن الدور الإماراتي، بين مجموعات كبيرة ترى أن الإمارات هي التي تقف وراء ما شهدته تونس وعبر هاشتاجي "الإمارات مصدر الشرور" و"مقاطعة الإمارات"، في حين يرى آخرون، أن ما شهدته تونس كان بفعل تدهور الأوضاع داخليا، وفساد الأحزاب ولم يكن لأي دور خارجي.