ردّ وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، على صحيفة سعودية اتهمته بأنه "أظهر حقده على السعودية ودول الخليج، وانسجامه مع دعاية تنظيم حزب الله (حليف إيران)" قائلاً أنه يسعى لفتح باب الحوار.
وكانت صحيفة "عكاظ" السعودية أوردت الثلاثاء بأنها حصلت على "تسجيلات تظهر حقد بوحبيب على السعودية ودول الخليج، وانسجامه مع الدعايات المغرضة التي يروجها زعيم مليشيا حزب الله (حسن نصرالله) وأعوانه في طهران".
وقالت الصحيفة أن "تصريحات بوحبيب أدلى بها لمجموعة من الصحفيين على خلفية الأزمة الدبلوماسية الأخيرة مع المملكة (السعودية)، لكنه حاول التراجع عنها مطالباً إياهم بإخفائها وعدم نشرها، بعد أن نصحه مستشاروه بذلك".
وخلال الأيام القليلة الماضية، أعلنت السعودية والإمارات والبحرين والكويت واليمن سحب سفرائها من بيروت، احتجاجا على تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي حول حرب اليمن.
وقبل تعيينه وزيرا في سبتمبر الماضي، قال قرداحي في مقابلة متلفزة، سُجلت في أغسطس، وبُثت في 25 أكتوبر الماضيين، إن الحوثيين في اليمن "يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات".
ورداً على الصحيفة، لم ينف بوحبيب إجراء المقابلة والتسجيلات، إلا أنه أوضح في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي أن "اللقاء الصحافي كان مقررا موعده قبل نشوء الأزمة الراهنة الخميس الماضي 28 أكتوبر ".
وأضاف "يهمني التأكيد أن هدف هذه المقابلة كان السعي إلى فتح باب الحوار وإزالة الشوائب بغية إصلاح العلاقة مع المملكة العربية السعودية وإعادتها إلى طبيعتها، وهو الهدف الذي أعمل جاهدا لأجله".
ومما ذكرته الصحيفة أن "الوزير بدا منفعلاً من القرار الخليجي"، وقال "إذا كنا لا نستطيع أن نختلف، لا اريد هكذا أخوة، اليوم إذا أقالوا قرداحي ماذا سنحصد من المملكة؟ لا شيء.. سيطلبون أموراً أكثر".
وبحسب الصحيفة فإن "بوحبيب خفف من أهمية الدعم المالي الخليجي الى لبنان، ولم يتردد في التأكيد على أن "حزب الله" مشكلة في لبنان وللبنان، وقال إن الأمريكيين كانوا يطلبون منا بشدة خلال عهد ترمب التخلص من حزب الله".
واتهمت الصحيفة السعودية "الوزير اللبناني بأنه قلل من شأن دول الخليج وتعدى على سيادتها، وأطلق اتهامات لا مسؤولة تجاه المملكة، على نحو يعكس توجهات نظام بلاده السياسي وفق رؤى الحزب الخاضع لوصاية إيرانية (حزب الله)".
وقال الوزير في بيانه "كنت أتمنى من الصحيفة الكريمة عكاظ السعودية، أن تساعدنا في السعي إلى حل هذه الأزمة بدلا من نشر سرديات مجتزأة ومغلوطة تصب الزيت على النار، لتأجيج محاولات مد جسور التلاقي".
ولفت بيان بوحبيب الى انه "سيصدر توضيحاً مفصلا في شأن هذا الموضوع"، آملاً "من كل وسائل الإعلام أن تكون وسيلة للتقارب لرأب الصدع والمساهمة البناءة في التقريب بيننا وبين الإخوة والأشقاء العرب".
وأكدت الحكومة اللبنانية، أكثر من مرة، أن تصريحات قرداحي لا تعكس موقفها الرسمي، وأنها حريصة على الحفاظ على أطيب العلاقات مع كل دول مجلس التعاون الخليجي، لاسيما السعودية. فيما دعا سياسيون لبنانيون، بينهم نواب برلمان، قرداحي إلى الاستقالة، إلا أن الأخير رفض "الاعتذار" او "الاستقالة".
وتاريخيا، كانت تسود علاقات مميزة بين الرياض وبيروت، إلا أنها توترت عام 2017، إذ اتهمت السعودية "حزب الله" بأنه يسيطر على القرار السياسي والأمني في لبنان، وهو ما تنفي الجماعة صحته عادة.
وفي مايو الماضي، طلب وزير الخارجية اللبناني آنذاك، شربل وهبة، إعفاءه من مهامه، إثر تصريحات اعتبرها البعض مسيئة للسعودية وبقية دول الخليج.