جددت منظمات حقوقية ودولية اليوم الجمعة مطالبتها للسلطات الإماراتية، بالإفراج الفوري عن معتقلتي الرأي (أمينة العبدولي ومريم البلوشي) بعد قضاء محكوميتهما في نوفمبر 2020.

وجاءت مطالبات المنظمات الحقوقية، بالتزامن مع الذكرى السادسة لاعتقال العبدولي والبلوشي. وعلى الرغم من انتهاء فترة محكوميتهما إلا أن أبوظبي تتعنت بالإفراج عنهن، وعن عدد آخر من المعتقلين السياسيين المنتهية محكومياتهم.

وقالت منظمة، نحن نسجل" الحقوقية الدولية في بيان:"تمر اليوم الذكرى السادسة لاعتقال معتقلتي الرأي أمينة العبدولي ومريم البلوشي من قبل جهاز أمن الدولة بتاريخ 19 نوفمبر 2015، ثم الحكم عليهما بالسجن 5 سنوات وغرامة 500 ألف درهم.

وأضافت المنظمة الدولة، أنه بدلًا من الإفراج عنهن العام الماضي، لفقت السلطات الإماراتية لهن قضية جديدة، حيث أصدرت محكمة الاستئناف الاتحادية في أبوظبي حكمًا بسجنهن 3 سنوات على ذمة قضية جديدة تحمل رقم 61 لسنة 2021، وذلك بتهمة "نشر معلومات كاذبة تخل بالنظام العام".

وذكرت المنظمة، أنه وبعد اعتقالهن في سجن الوثبة بدأت "مريم البلوشي" تعاني من مشاكل صحية في الكلى والكبد، بينما عانت "أمينة العبدولي" من فقر الدم ومشاكل في الكبد، وهذا بسبب البيئة غير الصحية بالسجن وسوء التغذية.

من جانبه، قال مركز الإمارات لحقوق الإنسان، إن كان من المفترض أن تعانق معتقلتي الرأي "أمينة العبدولي ومريم البلوشي" أجسادهم الحرية في مثل هذا اليوم من العام الماضي، لكن ما يزلن خلف القضبان يواجهن حكمًا جديدًا جائرًا بالسجن لثلاث سنوات.

وجدد المركز، مطالبته للسلطات الإماراتية، بالإفراج الفوري عنهن وشمل كل أبناء الوطن بشعارات التسامح التي تنادي وتروّج لها.

ونقل المركز شهادة سجينة سابقة في سجن الوثبة قولها: " شاهدت سجينة مدانة بالقتل، حُكم عليها بمقدار ثلث محكومية أمينة العبدولي ومريم البلوشي، بينما يتم احتجازهما حتى الآن من أجل الانتقام منهما".

وأضافت: "الحكم الجديد بحق أمينة العبدولي ومريم البلوشي، يمثل انتقامًا آخر منهما بسبب محاولتهما إبلاغ العالم بالحقائق ومعاناة السجناء الآخرين".

وخلال رسالتها التي تنشر في الذكرى السادسة على اعتقال أمينة ومريم، قالت السجينة إن ما يحصل "لأناس لطفاء مثلهما ليس عدلاً"، لافتة إلى أنها خلال فترة وجودها في الوثبة شاهدت سجينة مدانة بالقتل خرجت بعد قضاء ثلث مدة العقوبة فقط، بينما يتم احتجاز أمينة ومريم حتى الآن من أجل الانتقام منهما.

وأشارت  إلى الجانب الإنساني في شخصية معتقلتيْ الرأي، وكيف ساعدتا الآخرين قدر المستطاع رغم المشاكل المترتبة على ذلك، موضحة أنها مازالت تحتفظ بسجادة الصلاة التي أهدتها لها مريم.

وذكرت الرسالة أن المعتقلتيْن نظمتا داخل السجن مجموعات صغيرة لتعليم الدين الإسلامي ومساعدة معتنقي الديانات الأخرى للتعرف على الإسلام، في وقت كان الحراس يرفضون السماح لغير المسلمين باستعارة القرآن الكريم.

وتواصل السلطات في أبوظبي اعتقال مريم البلوشي وأمينة العبدولي منذ عام 2015، دون منحهم أية حقوق قانونية أو إنسانية، وفق مدافعين عن حقوق الإنسان.

وفي فبراير 2020، طالب الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي في الأمم المتحدة الإمارات بالإفراج عن معتقلتي الرأي المحتجزتان تعسفيا، معتبراً احتجاز أمينة محمد العبدولي ومريم سليمان البلوشي تعسفيا، وحث السلطات الإماراتية على إطلاق سراحهما فورا.

وتخشى المنظمات الحقوقية والمدافعون عن حقوق الإنسان، من أن تتعرض المعتقلتان الإماراتيتان، لما تعرضت له الشهيدة علياء عبدالنور قبل وفاتها والتي كانت تشكو من عدم تلقيها العلاج اللازم لمرض السرطان الذي انتشر في جسدها ما تسبب بوفاتها، وما زالت السلطات ترفض العلاج لكل من مريم البلوشي وأمينة العبدولي ولم تتخذ أي إجراء لفتح تحقيق ووضع حد للانتهاكات.