أحدث الأخبار
  • 12:53 . عبدالخالق عبدالله يهاجم التحالف العربي بقيادة السعودية: انتهى عملياً في 2019... المزيد
  • 12:05 . بدون المطبعين الجدد.. 21 دولة عربية وإسلامية ترفض اعتراف نتنياهو بـ"أرض الصومال"... المزيد
  • 11:11 . الشارقة بطلاً لكأس السوبر للمرة الثالثة في تاريخه... المزيد
  • 10:12 . الإمارات: البعثة الأممية إلى الفاشر خطوة هامة لاستعادة وصول المساعدات... المزيد
  • 08:25 . الأرصاد يتوقع أمطاراً لمدة ثلاثة أيام على المناطق الشمالية والشرقية... المزيد
  • 07:47 . منخفض جوي ثالث يهدد بمفاقمة معاناة النازحين في غزة... المزيد
  • 12:44 . وزير الدفاع السعودي يدعو الانتقالي للانسحاب من حضرموت والمهرة و"تغليب الحكمة"... المزيد
  • 12:32 . بالتوازي مع جهود التحالف لخفض التصعيد باليمن.. قرقاش: الحوار أساس تجاوز "المرحلة الحرجة"... المزيد
  • 12:30 . الإمارات تستنكر استهداف مسجد أثناء صلاة الجمعة في مدينة حمص السورية... المزيد
  • 12:28 . الحكومة الصومالية: دولتنا واحدة والاعتراف الصهيوني باطل... المزيد
  • 12:12 . متحدث التحالف: إجراءات حازمة لمواجهة أي تصعيد عسكري يهدد استقرار اليمن... المزيد
  • 11:45 . رئيس الدولة يبحث مع ورئيس وزراء باكستان التعاون الاقتصادي والتنموي... المزيد
  • 01:34 . قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة بين القبائل وقوات مدعومة من أبوظبي شرقي اليمن... المزيد
  • 12:37 . ترامب يعلن توجيه ضربة عسكرية لتنظيم الدولة في نيجيريا... المزيد
  • 11:54 . صدور مرسوم بقانون اتحادي لتعزيز السلامة الرقمية للطفل... المزيد
  • 11:36 . تأييد خليجي وعربي لموقف السعودية الرافض للتصعيد في اليمن... المزيد

التغيير الأصعب !

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 27-09-2014

يبدو أنه لا يمكن المراهنة على بقاء الأشياء جميلة وهادئة من حولنا، فإضافة لقانون التغيير الحتمي الذي يتحكم بكل شيء بل ويحكم قبضته علينا وعلى كل التفاصيل، فإن هناك لاعبين كثراً يرون أن من مصلحتهم تحريك الساكن هنا، وخلخلة المنطقة هناك، وقلب الأوضاع رأساً على عقب في مكان آخر، فبهكذا بعثرة تتم السيطرة على الأمور من وجهة نظرهم.

لا يمكن أن تتخيل نفسك كما أنت على طول الخط، لا يمكنك ذلك، وعليك أن تؤمن وتتقبل النتيجة غير المرضية للتغيير في أغلب الأحوال، عمرك يتغير، تكبر، يتساقط شعر رأسك، وتزداد بضعة كيلو جرامات، تبرز لك كرش، وتبدأ تعاني آلام الركبتين والعمود الفقري، وتشعر أن حركتك لم تعد مرنة ونشيطة كما كنت قبل عشرين أو حتى عشر سنوات، تقول لنفسك إنها مطبات العمر وسأتجاوزها بلا شك، تكتشف أنك تخدع نفسك حين تمر الأيام ولا تتمكن من أن تتجاوز حتى العتبة الأولى لمدخل البيت!

قرأت عنواناً لمجموعة قصصية «إنها الأربعون»، لم أفكر في اقتنائها لا أدري لماذا، لكننا أحيانا نتخذ مواقف مسبقة بناء على أفكار نمطية في أذهاننا، وإلا فما بها الأربعون ؟! حين كنت في الصف الرابع الابتدائي، أتذكر أننا كنا أطفالاً صغاراً، وكانت في فصلنا فتاة أكبر منا بكثير أدخلت المدرسة في سن متقدمة، سمعت واحدة من زميلاتنا تقول أنا لا أريد أن أصبح كبيرة(...) فلا يكون الإنسان جميلاً حين يكون كبيراً، حين سألناها لماذا؟ قالت ذلك، قالت إنها سمعت أمها تقول ذلك!

البحث عن الخلود، تحاشي الشيخوخة، الهروب إلى الأمام، البحث عن مضادات الشيخوخة، مبتكرات الجمال والتجميل، السعي لأسباب السعادة والبهجة، من دون حتى يقين مؤكد حول ماهية السعادة وتفاصيل البهجة، هذه كلها مما سعى الإنسان ليتحصل عليها منذ الأزل، منذ فجر البشرية، منذ هبط إلى الأرض، منذ كتب أساطيره وخرافاته، وخرج ميمماً صوب الوديان السحيقة، يبحث عن سر الخلود وترياق الحياة، منذ جلجامش وكل الآلهة العظام!

مع ذلك فنحن لا ننتبه إلى أن التغيير الذي يظهر علينا، ينتقل إلى تفاصيل نحبها بشكل معاكس، نكبر نحن ويكبر أطفالنا أيضاً، نقول بفرح غامر ومفاجئ: يا إلهي أيعقل هذا؟ تلك الصغيرة التي كانت بثياب المدرسة وبضفاير وشرائط بيضاء صارت عروساً اليوم؟ نقول يا الله كيف مضى العمر وصار ذلك الولد الشقي طياراً وسيماً يتأبط ذراع زوجته؟! نعم في العمر الذي يعبر علينا، في السور الوهمي بين اليوم والبارحة، تتكاثف أعشاب الحدائق، يصير الشجر عالياً جداً، تكبر المنازل، نرى نصف العالم، يكبر الصغار، يزهرون في الدنيا، ونفرح بوردهم العبق، تصير وجوهنا مختلفة، وتصير وجوههم كما تمنيناها.

لا تبقى الأشياء على حالها، لا شيء يبقى على حاله، لكن العمر صعب عادة على الذين لم يحركوا فيه ساكناً، ولم يحرثوا أرضاً، ولم يبذروا بذرة، الذين غرسوا يتألمون لكنهم حين يستظلون بوارف ما زرعوا يبتسمون برضا، لا ينسون، لكنهم يعترضون بدرجة أقل أو بحزن أقل وطأة، الذين يسقطون في متاهة الخيبة هم أولئك الذين يجدون التغيير قد جرف أوطانهم وذكرياتهم وشبابهم، وجعلهم كأشجار جرداء في تيه بلا نهاية .

ما أصعب هذا التغيير.