تساءل الأكاديمي المثير للجدل عبد الخالق عبد الله، عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية من غزو إيران لدولة خليجية على غرار ما فعله الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في أوكرانيا، وإمكانية الرهان على واشنطن لحماية حلفائها بعد أن اكتفت بالعقوبات ورفضت إرسال جنود للدفاع عن دولة أوروبية حليفة.
وقال عبد الله في تغريدة على "تويتر"، أثارت الكثير من الردود إن "الغزو الروسي قد يفتح شهية إيران لغزو دولة خليجية على غرار سيناريو غزو الكويت، وموقف أمريكا التي لم ترسل جنودا للدفاع عن الأوكرانيين واكتفت بالعقوبات"
وتابع: "هل ستدافع (واشنطن) عن دولة خليجية وهل يمكن الرهان على أمريكا بعد اليوم؟ هذا أكبر تحد لأمن الخليج مستقبلا".
تغريدة عبدالخالق أثارت الكثير من الردود ووجهات النظر المختلفة، حيث علق الباحث المقيم في معهد دول الخليج العربي بواشنطن حسين ابيش بالقول: هذا هو السؤال الأهم من أي منظور عربي خليجي خلال عقد أو أكثر من ذلك بكثير. نعم. لما؟ بالنظر إلى رد الفعل الآن، أقول إن عقيدة كارتر قوية وفعالة وجاهزة للذهاب إلى البحرين وقطر والإمارات والكويت وخارجها. إذا قبلت الحماية، هل هي جاهزة؟.
وعاد عبدالخالق عبدالله للرد على الباحث حسين بالقول: "كانت عقيدة كارتر جيدة عندما كان الخليج العربي يعتبر مصلحة حيوية في واشنطن. أتساءل ما إذا كان هذا لا يزال هو الحال".
الباحث عبدالعزيز الفيلكاوي، قال إن على دول الخليج العربي، عدم الاعتماد على أمريكا، وتوقيع اتفاقيات حماية مع باكستان و تركيا و غيرهم، وتفعيل درع الجزيرة للحماية من أي اعتداء خارجي، وبدء تصنيع السلاح على أراضي خليجية بالمشاركة مع دول مُصنعة، ووضع خطط تتضمن الأمن الغذائي و تجهيز البنية التحتية لصد أي طارئ.
وأكد على ضرورة فتح دول الخليج قنوات حوار وتواصل مستمرة مع إيران، وحل أي إشكالات بالطرق الدبلوماسية والسلمية، وإنهاء ملف اليمن والوصول لحل يوقف الحرب ويُرضى جميع الأطراف (بالرغم من صعوبة الأمر) ودمج اليمن ضمن منظومة مجلس التعاون.
بدوره، قال أستاذ مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية ديف ديروش، إن "الولايات المتحدة لم تشارك مطلقًا في أي عملية بموجب المادة 5 للدفاع عن عضو آخر في الناتو" مضيفاً "تحرير الكويت في ظل عقيدة كارتر".
الجدير بالذكر، أن روسيا، أطلقت في 24 فبراير الماضي، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو، واكتفت واشنطن بفرض عقوبات اقتصادية وقال إن تأثيرها لن يجدي نفعاً إلا بعد مزيد من الوقت.