قالت الناشطة الحقوقية، "جنان المرزوقي"، إن التمييز والتحرش والقمع الذي يواجهه النساء والرجال في الإمارات لا نهاية له، ويشمل معتقلي الرأي وعائلاتهم.
وتحدثت المرزوقي، وهي ابنة معتقل الرأي في سجون أمن الدولة، عبد السلام درويش المرزوقي، عن قصتها الشخصية والمضايقات التي تعرضت لها من السلطات، كأحد الأمثلة على القمع والانتهاكات التي تتعرض لها أسر معتقلي الرأي في البلاد.
وأضافت المرزوقي، خلال ندوة عقدها المركز الأوروبي للديمقراطية وحقوق الإنسان بمناسبة يوم المرأة العالمي، أن نسبة النساء المدافعات عن حقوق الإنسان قليلة جداً حول العالم، وفي الإمارات أقل من الدول الأخرى، وأن توحيد الرأي العام والسعي إلى العمل الجماعي هو ما سيُحدث تغييرات أكبر.
يشار إلى أن والد جنان، معتقل في سجون أبوظبي منذ يوليو 2012، وحكم عليه بالسجن لـ10 سنوات في المحاكمة الجماعية المعروفة باسم "الإمارات 94".
وتعرضت جنان إلى مضايقات مستمرة من سلطات الدولة بعد اعتقال والدها بفترة وجيزة، حيث قام جهاز أمن الدولة في 2014 باستدعائها والتحقيق معها لأكثر من 3 ساعات، بسبب نشاطها الحقوقي، وفق لما نشره مركز مناصرة معتقلي الإمارات.
وخلال التحقيق وُجّهت لجنان أسئلة حول نشاطها الحقوقي على موقع "تويتر"، وهُددت بالسجن والغرامة بموجب قانون الجرائم الإلكترونية إذا استمرت في الدفاع عن والدها، ثم طلب منها التوقيع على أوراق تتعهد فيها بعدم الكتابة عن حالة أبيها وإلا ستحرم من جميع حقوقها.
وحُرمت جنان من الحصول على منحة دراسية رغم تفوقها وتوفر جميع متطلبات قبول المنحة، بسبب رفض جهاز أمن الدولة إعطاءها الموافقة الأمنية، ولم يفلح الأمر رغم محاولاتها العديدة.
وواجهت المرزوقي مضايقات مستمرة في تجديد بعض الأوراق الثبوتية مثل الهوية وجواز السفر، حيث طلب منها الذهاب إلى أبوظبي للحصول على موافقة من الجهات العليا، وقد مرت بعملية معقدة وطويلة قابلت خلالها عدداً كبيراً من المسؤولين لتجديد جواز السفر.
وفي عام 2016 سافرت المرزوقي رفقة والدتها وإخوتها الصغار إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لتفاجَأ باتصال هاتفي في نوفمبر من نفس السنة، من مكتب الجوازات في أبوظبي يطلب منها المراجعة بهدف تحديث بياناتها المحدثة أصلاً، ما دفعها لتجاهل الاتصال، والذي عاد في يناير 2017، ليخبرها بسحب جنسيتها.
القرار الذي طال كافة أفراد العائلة في أمريكا، لم تتمكن جنان ووالدتها من الطعن به، لعدم توفر نسخة صادرة كمرسوم رئاسي، ما يشكك في قانونيته، إضافة لذلك، قامت السلطات بإيقاف الراتب التقاعدي الذي تحصل عليه عائلة المرزوقي، وإيقاف تمويل علاج الأطفال الصغار طالبة منهم العودة إلى الدولة، وبسبب رفضهم، حرمت السلطات والدها من الاتصال بهم، إذ لم تستطع جنان الاتصال به أو سماع صوته منذ 2017.
وتتواصل رسائل التهديد من أمن الدولة لجنان حتى اليوم، بهدف ثنيها عن الكتابة في "تويتر" والدفاع عن والدها، وقد تضمنت بعض الرسائل المرسلة مع أقاربها، تهديداً صريحاً بإرجاعها من أمريكا ومحاسبتها.