أحدث الأخبار
  • 12:53 . عبدالخالق عبدالله يهاجم التحالف العربي بقيادة السعودية: انتهى عملياً في 2019... المزيد
  • 12:05 . بدون المطبعين الجدد.. 21 دولة عربية وإسلامية ترفض اعتراف نتنياهو بـ"أرض الصومال"... المزيد
  • 11:11 . الشارقة بطلاً لكأس السوبر للمرة الثالثة في تاريخه... المزيد
  • 10:12 . الإمارات: البعثة الأممية إلى الفاشر خطوة هامة لاستعادة وصول المساعدات... المزيد
  • 08:25 . الأرصاد يتوقع أمطاراً لمدة ثلاثة أيام على المناطق الشمالية والشرقية... المزيد
  • 07:47 . منخفض جوي ثالث يهدد بمفاقمة معاناة النازحين في غزة... المزيد
  • 12:44 . وزير الدفاع السعودي يدعو الانتقالي للانسحاب من حضرموت والمهرة و"تغليب الحكمة"... المزيد
  • 12:32 . بالتوازي مع جهود التحالف لخفض التصعيد باليمن.. قرقاش: الحوار أساس تجاوز "المرحلة الحرجة"... المزيد
  • 12:30 . الإمارات تستنكر استهداف مسجد أثناء صلاة الجمعة في مدينة حمص السورية... المزيد
  • 12:28 . الحكومة الصومالية: دولتنا واحدة والاعتراف الصهيوني باطل... المزيد
  • 12:12 . متحدث التحالف: إجراءات حازمة لمواجهة أي تصعيد عسكري يهدد استقرار اليمن... المزيد
  • 11:45 . رئيس الدولة يبحث مع ورئيس وزراء باكستان التعاون الاقتصادي والتنموي... المزيد
  • 01:34 . قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة بين القبائل وقوات مدعومة من أبوظبي شرقي اليمن... المزيد
  • 12:37 . ترامب يعلن توجيه ضربة عسكرية لتنظيم الدولة في نيجيريا... المزيد
  • 11:54 . صدور مرسوم بقانون اتحادي لتعزيز السلامة الرقمية للطفل... المزيد
  • 11:36 . تأييد خليجي وعربي لموقف السعودية الرافض للتصعيد في اليمن... المزيد

الحروب الداخلية ومقياس تفوق الذات

الكـاتب : شهناز عبد الرازق
تاريخ الخبر: 29-09-2014


حروب كثيرة اضطرمت في أراض متفرقة، وفي عهود متفاوتة، وقد تشن غارات جديدة وتبرم مظاهرات عديدة، ويستعد الجيش للانتشار، وتتبادل المدافع قذف القنابل في كل الاتجاهات، وفي النهاية يسقط مزيد من الضحايا.

وتتفاقم معاناة الشعوب، ثم تسفر حالة من التشرد والضياع والتشتت، ويبقى الفرد راكناً مشاعره وأفكاره، ومعلقاً خططه وأحلامه، ويظل الصراع قائماً، ويبقى الفرد ينسج الغد ربما بمظاهرة قريبة أو حرب أخرى، أو يحبك خيوطاً لمستقبل مبهم.

والحروب في الأغلب إما خارجية ملموسة أو داخلية ذاتية، الحروب الخارجية حين يصارع الأفراد خارج مملكتهم الداخلية أو الذاتية، فهي حروب ملموسة ومادية ولها دواع متفرقة، وقد تؤول إلى ذرائع متعددة وغايات متباينة، منها اختلاف العقائد، الاضطهاد على أوضاع معينة، الاعتراض على سياسات محددة، التمرد على تحديات شرسة أو التصدي لمحن قاهرة، وغيرها.

ومن عناصرها الجنود، موقع الصراع، أدوات أو أسلحة القتال، كما لها أوجه مختلفة، كالمظاهرات أو المشاحنات والمشاجرات، وقد يحتد الصراع وتتفاقم الأوضاع، وتباشر استخدام الأسلحة الفتاكة والمدمرة، وتنجم صور الحروب بأشكالها.

أما الحروب الداخلية أو الذاتية، فهي حروب الأفراد مع مكوناتهم الذاتية أو الداخلية، فالحرب الداخلية تكمن في صراع الفرد نحو تطوير نفسه وإدارة ذاته، والتغلب على أنماط تفكيره الملوثة، وقد تتمثل في السعي إلى اكتساب علوم ومهارات جديدة، أو الكفاح للتغلب على آثار تجاربه الفاشلة.

أو عراكه للإفلات من خصائله السلبية، كالكذب، والغش، وإحلال صفات جديدة أكثر ثباتاً، وأكثر استقراراً مع نفسه ومحيطه، ليبرز في النهاية بطور أثمن فكراً وحلية جديدة أكثر إشراقاً وتميزاً وتناغماً مع البيئة والمحيط.

ومن الضرورة بحث ودراسة آلية أو أدوات لتحفيز الشخص للكفاح والمثابرة خلال حربه الذاتية لتحقيق النصر، والأجدر وجود آلية لقياس مدى نجاح الفرد لتطوير ذاته، ووضع مراحل أو مستويات لصعود سلم التفوق الذاتي، عن طريق قياس درجة تشبع الشخص لرزمة معينة من السمات الإيجابية.

ومقدرته على الإفلات من الخصائل السلبية والضارة، ناشداً الوصول إلى التشبع الذاتي الإيجابي والسمو النفسي المطلوب، على أن يكون تفوقه الذاتي يشمل شتى مجالات الحياة، ولا يكون حكراً على النواحي التجارية أو الاقتصادية والفنية فقط.

بل تتسع الدائرة لتشمل الانتصارات الأدبية والأخلاقية والصحية والثقافية والاجتماعية والفكرية، فوجود مقياس للشخص السوي لبلوغ مستويات رفيعة خلال حربه الذاتية هو النجاح والنصر بحد ذاتهما.

وتلعب الحروب الخارجية علاقة عكسية مع الحروب الداخلية، فالفرد يحتاج إلى أجواء هادئة ومستقرة وسلام تام مع نفسه ومع الآخرين، وأوقات وفيرة للتأمل والاستنباط والتركيز، لذا تعتبر الحروب الخارجية، وخصوصاً المتواصلة، وباء مدمراً على مكونات الفرد الذاتية، وتقف حجراً عاثراً ضد تطور الذات وانطلاقاته الفردية، كما أنها تجمد الفكر في عالم عجول يزج بالمتغيرات والمبتكرات.

وزمن مشحون بطفرات عديدة، لذا أحياناً تشكل استمرارية التمسك بمقابض الحروب المدمرة موتاً ذريعاً لنمو الذات، حيث إنه من الأجدر اللجوء إلى الحلول البديلة كالمفاوضات السلمية والوسائط الدبلوماسية، وعند نشوبها في الحالات الاضطرارية والضرورية من الأجدر أن تكون تلك الحروب قاطعة ووجيزة.

فالنصر الحقيقي يتحقق بعد حرب الإنسان مع نفسه وسيطرته على ذاته، وأكبر مجد للإنسان يكمن في إنجازاته وعطائه للبشرية والإنسانية وسيرته الأخلاقية.