قال مركز مناصرة معتقلي الإمارات، إن بعض الأمهات في العالم يتم اضطهادهن وانتهاك حقوقهن بدلاً من تكريمهن، ولعل أخطر هذه الانتهاكات هي التي تمارسها بعض الدول القمعية ضد الأمهات، إذ يعتبر هذا الجانب منسياً دون تسليط الضوء عليه كما يجب.
وأضاف المركز، في بيان له بمناسبة عيد الأم الذي يصادف 21 مارس من كل عام، أن المنظومة القمعية في الإمارات، لا تستثني أمّاً ولا أباً ولا حتى طفلاً أو شيخاً، بل إنها تستغل هذه الروابط كطريقة لابتزاز المعتقلين، فتهدد الأم بحرمانها من حضانة الأمومة، التي تعتبر من أبسط حقوق الأم التي يكفلها القانون والشرع، وتحرمها من رؤية أطفالها دون وجه حق.
وأشار إلى إن أكبر مثال على ذلك، هو ما حصل مع معتقلة الرأي "أمينة العبدولي"، وهي أم لخمسة أطفال، وقد اعتقلتها السلطات بشكل تعسفي وحرمت أبناءها من أن يكبروا بشكل سليم تحت رعاية أمهم.
قصة أمينة ومعاناتها
وفي هذا الشأن، تطرق مركز مناصرة معتقلي الإمارات، لبعض الانتهاكات التي تعرضت لها معتقلة الرأي أمينة العبدولي في سجون أبوظبي، إذ لم يسمح جهاز أمن الدولة لها برؤية أطفالها إلا من وراء حاجز زجاجي وعبر الهاتف فقط دون أن تتمكن من لمسهم وعناقهم وإشعارهم بعاطفة الأمومة، في انتهاك فظيع لمشاعرها ومشاعر أطفالها، ورغم مطالبات أمينة المتكررة بأن تسمح السلطات لها برؤيتهم بشكل طبيعي، وهذا من أبسط حقوقها، إلا أن طلبها جوبه بالرفض.
وأوضح المركز أن "السلطات استغلت عاطفة الأمومة لدى أمينة بشكل بشع أثناء التحقيق معها، من أجل إجبارها على التوقيع على اعترافات تدين فيها نفسها، حيث كانت المحققة تهددها باستمرار بسحب حضانة الأطفال منها.
وحسب المركز، فإن المحققة لم تكتف عند هذا الحد من الابتزاز العاطفي لأمينة، بل كانت تخبرها بشكل دائم بأن أطفالها يعانون من تشتت ذهني أثناء الدراسة وتحصليهم الدراسي ضعيف بسبب غيابها عنهم، وهو ما أدى إلى التأثير على نفسيتها بشكل كبير.
وقال المركز، إن اليوم العالمي للأم، يعتبر مناسبة هامة لتذكير سلطات أبوظبي، بأن حرمان أم مثل أمينة من رؤية أولادها بشكل طبيعي هو انتهاك خطير لحقوق الأم الإماراتية، وأن ابتزاز أم بأطفالها لإجبارها على التوقيع على اعترافات لإدانة نفسها، هو انحطاط غير مسبوق لا يقبله العقل.
وأكد المركز أن "حق الأم في حضانة أطفالها، ورؤيتهم بشكل طبيعي، هو حق لا يمكن المساومة عليه، ولا يقبل للتفاوض ولا يخضع لأي شكل من أشكال التبرير".
ودعا المركز في ختام تقريره، السلطات الإماراتية بالتوقف فوراً عن هذا النوع من الانتهاكات فوراً، والإفراج عن معتقلة الرأي أمينة العبدولي، أو السماح لها برؤية أطفالها بشكل طبيعي، على أقل تقدير".