أعلن رئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب الليبي فتحي باشاغا، اليوم الثلاثاء، مغادرة العاصمة طرابلس، فيما قال المكتب الإعلامي لباشاغا أن خروجه يأتي "حقنًا للدماء".
وكان باشاغا، قد أعلن فجر اليوم الثلاثاء دخوله عاصمة البلاد طرابلس، مشيرًا إلى أنه سينظم اليوم مؤتمراً صحافياً لتوضيح الأمور، فيما اندلعت اشتباكات متقطعة في عدة أجزاء بالعاصمة.
وأكد باشاغا ذلك في كلمة متلفزة، مشيرًا إلى أنه لاقى ترحيباً حاراً عند دخوله المدينة، فيما تداولت وسائل إعلام محلية بياناً لعمداء بلديات العاصمة، وعدد من ممثّليها في مجلس النواب يبدون فيه ترحيبهم بباشاغا في طرابلس.
من جانبه، وجه وزير الداخلية بحكومة باشاغا، عصام أبو زريبة، فجر اليوم، كلمة للشعب الليبي، أكد خلالها أن الحكومة "تعمل من أجل حماية أرواح وممتلكات المواطنين، وأنها ستعمل بالسلم وقوة القانون".
ودعا الوزير كافة منتسبي الوزارة للقيام بواجباتهم الأمنية المنوطة بهم تجاه الوطن والمواطن، والمحافظة على ممتلكات ومقدرات الشعب الليبي، مؤكداً أن الحكومة "بصدد استلام كافة الوزارات والمؤسسات داخل العاصمة".
كما طالب أبوزريبة كافة الجهات الأمنية بتقديم يد العون للوزراء لاستلام وزاراتهم، مؤكداً أن حكومته "هي حكومة كل الليبيين بكافة أطيافهم، وأنها جاءت بتوافق ليبي - ليبي، وأنها لن تقصي أحداً أو تستبعد أحدً"، خاتماً بالقول: "ليبيا ستُبنى بالجميع".
ولم يصدر حتى الآن أي موقف رسمي من حكومة الوحدة الوطنية أو رئيسها عبد الحميد الدبيبة، حيال دخول باشاغا وحكومته لطرابلس.
وإثر إعلان باشاغا دخوله لطرابلس سمعت في سماء العاصمة بعض طلقات نارية لأسلحة خفيفة، لم يعرف مصدرها، لكنها في الغالب أُطلقت احتفالاً من أنصار باشاغا بدخوله لطرابلس.
وجاءت حكومة باشاغا نتيجة اتفاق لجنتين من مجلسي النواب والدولة، حيث قام مجلس النواب بعد اتفاقهما في فبراير الماضي بإقرار خريطة طريق، وتعديل الإعلان الدستوري، وتكليف باشاغا بتشكيل حكومة، الأمر الذي رفضه مجلس الدولة وحكومة الوحدة الوطنية.
وكانت حكومة باشاغا قد أدت اليمين القانونية بداية مارس الماضي أمام مجلس النواب في طبرق، وتمكنت بعد ذلك من بسط نفوذها في شرق البلاد وجنوبها.
وحاولت الحكومة دخول طرابلس بعيد تكليفها، إلا أن قوات تتبع الدبيبة حالت دون ذلك. وفي أكثر من مناسبة أكد باشاغا نيته دخول طرابلس بشكل سلمي، دون قتال وإسالة دماء.
إلى ذلك، لا تزال حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة تلتزم الصمت حيال إعلان فتحي باشاغا وحكومته دخول العاصمة طرابلس، فجر اليوم الثلاثاء، فيما بدأت أصوات إطلاق النيران تسمع من بعض أجزاء العاصمة طرابلس.
وأفاد مصدر أمني تابع لمديرية أمن العاصمة طرابلس لـ"العربي الجديد"، أن مجموعة مسلحة موالية لحكومة الوحدة الوطنية، تعرف باسم قوة "جهاز دعم الاستقرار"، تحاول التقدم باتجاه مقار مجموعة مسلحة أخرى، تعرف باسم "كتيبة النواصي"، بعد أن أعلنت الأخيرة ترحيبها بدخول باشاغا للعاصمة.
وأكد المصدر الأمني، أن اشتباكات متقطعة تدور في منطقتي طريق الشط وسوق الثلاثاء، بطرابلس، بالقرب من مقار "كتيبة النواصي".