ينطوي وجود لقاءات بين قادة الاحتلال الإسرائيلي والمسؤولين العرب على ردة فعل شعبية غاضبة، لذلك يحرص الأخيرون على عدم وجود لقاء علني مع مسؤولي الاحتلال، حيث أصبحت عزلة الاحتلال في الشرق الأوسط والعالم تتزايد كل يوم مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
لكن يبدو أن أبوظبي توفر البيئة المناسبة لعقد لقاءات غير رسمية لمسؤولين عرب مع الإسرائيليين، والذي عادة ما يسربه الإسرائيليون لوسائل الإعلام لتأكيد ادعاءاتهم أنهم مقبولون في المنطقة.
وأمس الإثنين، زعم وزير الاقتصاد والصناعة الإسرائيلي نير بركات لقاءه وزير الاقتصاد السعودي ماجد بن عبدالله القصبي، على هامش اجتماع لمنظمة التجارة العالمية في أبوظبي.
وقال الوزير في حكومة الاحتلال وفقاً لبيان وزارته: أعربت له عن ثقتي أن بلدينا قادران على "صنع التاريخ معا".
وظهر الوزيران في شريط فيديو على الإنترنت وهما يتصافحان ويتبادلان بطاقات العمل، وفقا لوسائل إعلام عبرية.
ونفت السعودية لاحقاً حدوث اللقاء، وأنه تم السلام بينهما دون أن يعرِّف وزير اقتصاد الاحتلال عن نفسه.
وتستضيف الإمارات المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية الذي يهدف إلى وضع قواعد جديدة للتجارة العالمية.
وقبل العدوان الاسرائيلي على غزة بأيام سهلت أبوظبي لقاء مسؤولين أمنيين موريتانيين مع مسؤولين إسرائيليين.
ومنذ التطبيع مع الاحتلال في 2020 استضافت الإمارات اجتماعات خلفية لرجال أعمال عرب مع رجال أعمال اسرائيليين في مؤتمرات ومنتديات تجارية واقتصادية، ويأمل الاحتلال من أن تصبح الإمارات مركز تطبيع تجارتهم مع العالم العربي.
وعلى الرغم من أن معظم الباحثين والمراقبين توقعوا أن تؤدي الوحشية الإسرائيلية في فلسطين إلى إنهاء أي آمال للاحتلال في التطبيع مع العالم العربي؛ إلا أن الحكومة الإماراتية رفضت إنهاء التطبيع مع الاحتلال رغم مرور جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة منذ أشهر؛ وأدى إلى استشهاد أكثر من 30 ألف مدني معظمهم من النساء والأطفال. ولا تملك السعودية علاقة مع الاحتلال رغم أن الولايات المتحدة حاولت التقريب بينهما.
وكان لعدم وجود علاقة مع الاحتلال أن يزيد العزلة الإقليمية للاحتلال الإسرائيلي، ويمنع حالة استخدام أراضي أبوظبي لدعم الدبلوماسية الإسرائيلية في الخليج.