قال الشيخ خليفة بن علي الحارثي، وكيل وزارة الخارجية العُماني، إن التطبيع مع عدد من الدول العربية مؤخرا استغلته دولة الإحتلال الإسرائيلي للتنكيل بالفلسطينيين والمماطلة والتسويف، دون إعطائهم حقوقهم لقيام دولتهم المستقلة، حسب القرارات الدولية".
وأكد الحارثي في حوار مع وكالة "سبوتنيك" الروسية، نشر أمس الخميس، عدم وجود نية لدى السلطنة في التطبيع مع "إسرائيل"، مشدداً على ضرورة أن "تتوقف الحرب الهمجية على غزة فوراً".
وقال المسؤول العماني: إن "القضية المهمة حالياً ليست التطبيع من عدمه، وإنما التوصل لحل القضية الفلسطينية، وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم".
وأوضح أن مسقط على تواصل دائم مع المجتمع الدولي والدول الفاعلة في المنطقة من أجل خفض التوترات وعدم التصعيد، نافياً وجود أي تواصل مباشر مع تل أبيب أو حمل رسائل بينها وبين إيران.
وقال الحارثي أيضاً: "إن السلطان هيثم بن طارق أعلن تضامن السلطنة مع الشعب الفلسطيني، ودعم كافة الجهود الداعية لوقف إطلاق الهجمات على الأطفال والمدنيين الأبرياء، ودعوة المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته لإعطاء الشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية".
كما أضاف: "نحن في عمان دائماً ندعو لتوحيد الصف العربي، وقد يكون ذلك من خلال تعزيز دور جامعة الدول العربية، والمنظمات الإقليمية المرتبطة بالعمل العربي المشترك".
وأشار إلى أن "هناك تحولات إيجابية وأخرى سلبية تشهدها المنطقة، مشدداً على ضرورة أن تدير الدول هذه التحولات بالطريقة التي تأتي بمزيد من التعاون، بحيث تساعد هذه التحولات ليعم السلام والاستقرار العالمي".
ولفت إلى أن منطقة الشرق الأوسط منطقة ذات أهمية حيوية للأمن والسلم الدوليين، بسبب موقعها الاستراتيجي، مبيناً أن هذه المنطقة تواجه تحديات سياسية وأمنية في كثير من الفترات التاريخية.
واستطرد قائلاً: "من المهم أن تكون هناك رؤية لتثبيت استقرار المنطقة لمصلحة الجميع، إقليمياً ودولياً، ولعل أهم القضايا الملحة في المنطقة التي ينبغي العمل من أجل الحل العادل والعاجل لها، هي القضية الفلسطينية".
ولفت إلى أن "التقديرات العُمانية تشير إلى عدم اندلاع حرب كبرى في المنطقة، بالرغم من أن إسرائيل تمارس الكثير من الاستفزازات سواء في غزة أو في بعض دول المنطقة"، لافتاً إلى أن "دول المنطقة لديها من الحصافة والعقلانية، ما يجعلها تتجنب الانجرار لحرب جديدة".
وتابع في هذا الصدد: "نحن نتعاون مع دول الإقليم، والعالم لتجنيب المنطقة الحرب، ودائماً ما نؤكد أن الأصل فيما يحدث من توترات في المنطقة هو ما تقوم به إسرائيل من حرب إبادة في فلسطين، ولذلك نطالب بوقف فوري لإطلاق النار".
وأضاف: "نحن كعرب لا نعتقد أن آليات الأمم المتحدة الحالية تساعد على فرض الحل العادل للقضية الفلسطينية، وهذا الانطباع تعزز مع الأزمة الأوكرانية. وأغلبية دول العالم، وبالأخص دول العالم الثالث، ومنها عمان، نطالب بإصلاح جذري لآليات عمل الأمم المتحدة".