استنكر السودان استضافة بريطانيا مؤتمراً حول السودان دون دعوة حكومة الخرطوم، في حين وجهت الدعوات لحلفاء قوات الدعم السريع شبه العسكرية، بما في ذلك أبوظبي.

جاء ذلك في رسالة وجهها وزير الخارجية السوداني علي يوسف إلى نظيره البريطاني ديفيد لامي يوم الأحد، بحسب موقع "ميدل إيست آي" البريطاني.

ومن المقرر عقد المؤتمر في 15 أبريل الجاري في لندن. وستجمع هذه القمة وزراء خارجية من جميع أنحاء العالم في محاولة لإنهاء الحرب في السودان.

كما استُبعدت قوات الدعم السريع، التي تخوض حربًا مع الجيش السوداني منذ أبريل 2023، من المؤتمر، وفق ما أعلن الموقع البريطاني في وقت سابق.

ومع ذلك، تم توجيه دعوات إلى وزراء خارجية الإمارات وتشاد وكينيا، وهي الدول الثلاث التي يزعم أنها تدعم الجماعة شبه العسكرية.

وقالت وزارة الخارجية السودانية إن الخطوة التي اتخذتها المملكة المتحدة ساوت بين الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع، التي وصفتها بأنها "ميليشيا إرهابية ترتكب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وفظائع غير مسبوقة ضد المدنيين".

وأضافت أن القمة كانت الأحدث في سلسلة من التطورات في المملكة المتحدة التي أظهرت "تساهلاً" تجاه قوات الدعم السريع، بما في ذلك المحادثات السرية المزعومة بين المملكة المتحدة وقوات الدعم السريع العام الماضي.

وتساءلت الوزارة "يتساءل الكثيرون في السودان الآن: كم من الفظائع والمجازر يجب أن ترتكبها ميليشيا الجنجويد ضد المدنيين السودانيين قبل أن تصنفها بريطانيا كجماعة إرهابية؟".

تبييض صورة أبوظبي

وقال يوسف في تصريح لـ"لامي" إن مشاركة أبوظبي في المؤتمر "تسمح لها بتبييض صورتها وإخفاء تورطها في أعمال الإبادة الجماعية في السودان".

وفي العام الماضي، توصل تحقيق مستقل أجراه مركز راؤول والينبرغ إلى وجود "أدلة واضحة ومقنعة" على أن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها "ارتكبت وترتكب إبادة جماعية ضد المساليت"، وهي قبيلة عرقية أفريقية في البلاد.

وفي الشهر الماضي، قدمت الحكومة السودانية طلبا لفتح إجراءات ضد الإمارات في محكمة العدل الدولية بتهمة التواطؤ المزعوم في أعمال الإبادة الجماعية هذه.

وقالت إن أبوظبي متواطئة من خلال "توجيهها وتوفير الدعم المالي والسياسي والعسكري الواسع النطاق لميليشيا قوات الدعم السريع المتمردة".

وكان الموقع البريطاني قد نشر تقريراً في يناير 2024 يفيد بوجود شبكة خطوط إمداد تُستخدم لنقل الأسلحة والسلع الأخرى من أبوظبي إلى قوات الدعم السريع، عبر جماعات وحكومات حليفة في ليبيا وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى. وتنفي الإمارات تقديم أي دعم لقوات الدعم السريع.

وقالت وزارة الخارجية السودانية إن "الحكومة البريطانية السابقة منعت مجلس الأمن الدولي من مناقشة تورط الإمارات في الحرب السودانية في أبريل 2024".، مشيرة إلى أنه "لو أن مجلس الأمن تناول هذه القضية واتخذ موقفا حازما، لكان من الممكن إنقاذ عدد لا يحصى من الأرواح البريئة ولربما انتهت الحرب".

وقال "ميدل إيست آي" إن ممثلين عن قطر ومصر وتركيا والسعودية سيحضرون مؤتمر لندن. ومن المعروف أن الدول الأربع تؤيد الجيش السوداني على حساب قوات الدعم السريع.