أعلنت الرئاسة المصرية مساء السبت عن تنظيم قمة حول غزة غداً الإثنين في شرم الشيخ، بإشراف الرئيسين عبد الفتاح السيسي ودونالد ترامب وبحضور دولي واسع. وستتزامن القمة مع بدء حركة حماس في تسليم 48 رهينة المتبقين، وفق ما قال القيادي في الحركة أسامة حمدان مشيراً إلى إن تل أبيب "لا تتجاوب في موضوع الإفراج عن" بعض الأسرى الفلسطينيين.

وأضافت في بيان: "تعقد قمة دولية تحت عنوان +قمة شرم الشيخ للسلام+... الاثنين الموافق 13 أكتوبر 2025، برئاسة مشتركة" بين السيسي وترامب.

يأتي ذلك فيما تمكن نصف مليون نازح فلسطيني السبت من العودة إلى منازلهم بمدينة غزة المدمّرة، في ثاني يوم من وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس التي حدّدت صباح غدٍ الإثنين موعدا للبدء بتسليم الرهائن.

ومن أبرز المشاركين فيها الذين أكدوا حضورهم، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.

ولم يصدر بعد أيّ إعلان بشأن مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، فيما أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران أن الأخيرة "لن تكون مشاركة" في عملية التوقيع الإثنين في مصر بل سيقتصر الأمر على "الوسطاء والمسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين".

وغداً الإثنين أيضاً ستبدأ حماس بالإفراج عن 48 رهينة، بحسب ما قال القيادي في الحركة أسامة حمدان في حديث لفرانس برس. لكنه أشار إلى إن تل أبيب "لا تتجاوب في موضوع الإفراج عن" بعض الأسرى الفلسطينيين.

وينص الاتفاق على تبادل الأسرى الـ47 المتبقين في غزة من أصل 251 تم أسرهم في هجوم السابع من أكتوبر 2023، إضافة إلى رفات رهينة احتجز في 2014، في مقابل معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية بحلول الساعة 9,00 بتوقيت غرينتش الإثنين (13:00 بتوقيت الإمارات).

وستُفرج "إسرائيل" عن 250 معتقلا فلسطينيا محكومين بالسجن المؤبد، و1700 معتقل من سكان غزة احتجزوا منذ اندلاع الحرب. وأعلنت السلطات الإسرائيلية السبت أنها جمعت في سجنين المعتقلين المتوقع الإفراج عنهم مقابل إعادة الرهائن في غزة.

لن نُسلِّم سلاحنا

وقال المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الذي زار غزة في وقت سابق السبت مع صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر ورئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي إيال زامير: "أنتم عائدون إلى دياركم" في إشارة إلى الرهائن.

وتوجه إلى عائلاتهم المحتشدة في تل أبيب قائلاً: "شجاعتكم هزّت العالم"، وسط صيحات الحشود "شكرا ترامب".

لكن بعد الإفراج عن الرهائن وتحرير معتقلين، من المرتقب أن تزداد ترتيبات المراحل التالية تعقيدا.

في هذا السياق، أكّد حسام بدران من الدوحة، أن المرحلة الثانية من المفاوضات "ليست بسهولة المرحلة الأولى". وقال: "نحن نأمل ألّا نعود إلى هذه المرحلة (الحرب) لكن (...) بلا شك إذا فرضت هذه المعركة فإن حماس ستواجه وستبذل كل ما لديها من إمكانيات لصد هذا العدوان".

وفيما أكد مسؤول في الحركة فضل عدم الكشف عن اسمه أن "موضوع تسليم السلاح المطروح خارج النقاش وغير وارد"، قال عضو المكتب السياسي لحماس باسم نعيم في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز" باللغة الإنكليزية: "لن نُسلِّم سلاحنا... (إلّا) عندما نحصل على دولة مستقلة ذات سيادة قادرة على الدفاع عن نفسها".

وتنصّ خطة ترامب أيضا على انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من غزة وإنشاء قوة دولية لتوفير الأمن في القطاع.

هل ستتواجد قوات أمريكية في غزة؟

وقال قائد القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) الأدميرال براد كوبر السبت إنه زار قطاع غزة لبحث سبل إرساء الاستقرار في مرحلة ما بعد الحرب، مؤكدا في الوقت نفسه أنه لن تُنشر أي قوات أمريكية في الأراضي الفلسطينية.

يأتي هذا التصريح غداة إعلان مسؤولين أمريكيين كبار إنّ واشنطن سترسل إلى الشرق الأوسط فريقا مكوّنا من 200 عسكري أمريكي لـ"الإشراف" على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وفي غزة، أعلن الدفاع المدني السبت أن أكثر من نصف مليون فلسطيني عادوا إلى شمال القطاع منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ظهر الجمعة. وسار فلسطينيون السبت بين الأنقاض في شوارع طغى عليها اللون الرمادي وبينهم عدد كبير من الرجال معظمهم من دون أغراض شخصية.

وقدّرت الأمم المتحدة أن حوالي 92 بالمئة من المباني السكنية في قطاع غزة تضررت أو دُمرت منذ بدء الحرب.

وأدى العدوان الإسرائيلي على القطاع لاستشهاد ما لا يقل عن 67682 شخصا، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في غزة، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة. يُظهر الإحصاء أن أكثر من نصف الشهداء من النساء والأطفال.