أحدث الأخبار
  • 06:33 . سموتريتش يخصص 843 مليون دولار لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة... المزيد
  • 05:52 . هرتسوغ يهاجم زهران ممداني لانتقاده حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 11:48 . احتجاجات في جوروجيا ضد خطط بناء تنفذها شركة إماراتية... المزيد
  • 11:33 . "التعاون الخليجي" يستنكر تصريحات إيران حول جزر الإمارات المحتلة... المزيد
  • 11:22 . الغارديان: استيلاء حلفاء أبوظبي على جنوب اليمن يمثل انتكاسة كبيرة للسعودية... المزيد
  • 11:02 . أوكرانيا.. إصابة سبعة أشخاص على الأقل جراء قصف روسي بالمسيرات... المزيد
  • 10:47 . الأبيض الأولمبي يفوز على اليمن بثلاثية في كأس الخليج بقطر... المزيد
  • 10:46 . بينما يحتفي المطورون العقاريون بـ2025.. "نزوح صامت" نحو الإمارات الشمالية ومخاوف من "طوفان المعروض"... المزيد
  • 12:10 . تقرير: دبي دفعت 23 مليون دولار لمتشددين في مالي مقابل إفراجهم عن شيخ من آل مكتوم... المزيد
  • 08:54 . قطر تؤكد رفض تحمل تكلفة إعمار غزة نيابة عن "إسرائيل"... المزيد
  • 08:39 . إلقاء القبض على زعيم عصابة أوروبية كبيرة في دبي... المزيد
  • 07:15 . نتنياهو: المرحلة الثانية من خطة غزة اقتربت... المزيد
  • 01:02 . صحيفة إسرائيلية: ترامب يضغط بشدة للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة... المزيد
  • 12:32 . الكويت تقرر سحب الجنسية من الداعية طارق السويدان... المزيد
  • 10:43 . "الأبيض" يحصد أول نقطة في كأس العرب بالتعادل أمام مصر... المزيد
  • 10:34 . "الأمن السيبراني" يحذر من تزايد التهديدات الإلكترونية على الأطفال... المزيد

من يناقش قضايانا تلفزيونياً

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

استمتعت بتفاصيل الحوار الذي دار في لحظة انتظار صغيرة في أحد مصارف دبي الوطنية بين ثلاثة من الرجال الإماراتيين متفاوتي الأعمار والأجيال، استمتعت بفكرة الحوار ابتداء، وبما دار فيه، وبتلك القدرة التي تجسدت في تنقل الأفكار وسلاستها وفي موهبة إدارة الخلاف والاختلاف بمنتهى التحضر، وتمنيت في تلك اللحظة أمرين أن يطول الحوار لأتمكن من متابعة أفكار الرجال الثلاثة في القضية المطروحة للنقاش بينهم وقد كانت في منتهى الأهمية، وتمنيت لو أن منتجي البرامج الاجتماعية في قنواتنا التليفزيونية يبحثون عن مثل هؤلاء للاستنارة بأفكارهم ومداخلاتهم بدل “الأشخاص” الذين يتم استئجارهم ليمثلوا خلفية مصطنعة لجماهير برامج “التوك شو” في تلك القنوات تقليدا لمثيلتها في القنوات الأميركية والأوروبية مع الفارق الشديد في دور الجمهور!

أولاً فقد كان الرجال يناقشون موضوع التغيير الذي طرأ على العادات الصحية للناس في الإمارات من حيث نوع الطعام الذي يتناولونه والعادات الصحية فيما يتعلق بالحركة والنشاط البدني المبذول والذي يميز “ناس” زمان عن ناس اليوم الذين يعتقد هؤلاء الرجال أنهم لا يبذلون أي نشاط يذكر باستثناء الوظيفة التي يقضي الانسان فيها معظم وقته مسمرا على كرسي المكتب من دون أدنى حركة ما يضاعف تراكم الدهون وازدياد احتمالات الإصابة بأكثر الأمراض خطورة كالسكر والسمنة والضغط وأمراض القلب، إن الشاب أو حتى الفتاة الصغيرة يفضل كلاهما الذهاب الى أقرب مكان من البيت مستقلا سيارته وعند مدخل المحل يضغط على منبه الصوت ليأتيه عامل البقالة أو المطعم من دون أن يفكر في بضع خطوات يمشيها خارج سيارته، ما يعني اتهاما بالكسل واللامبالاة بشكل واضح لجيل اليوم فيما يخص صحتهم العامة.

إن عقد المقارنات بين الأجيال والعادات ونوع الحياة والطعام والقيم وغير ذلك يعتبر واحداً من أوضح اتجاهات الناس عموما في كل مكان، حيث يحلو للكبار مقارنة أنفسهم وما مضى من حياتهم وجدهم واجتهادهم بحال أجيال اليوم من حيث عاداتهم وسلوكياتهم وطعامهم وثيابهم وعلاقاتهم بمن حولهم وكيفية تعاطيهم مع كل التفاصيل المحيطة بهم ابتداء من تحية الصباح وانتهاء بعادات النوم ومشاهدة التليفزيون ومتابعة مباريات كرة القدم، في العلاقة بين الأجيال هناك عدم رضا متبادل ونقد يصل حد الهجوم وتبادل الاتهامات، وهذا كله مبني أو ناتج من عدم الإقرار بمنطق التغيير ومدى سطوته على الأفراد وسيرورة الحياة.

ليس الكبار فقط الذين يوجهون أصابع النقد أو ينظرون بتهكم، لكن الأجيال الجديدة تفعل الشيء ذاته في تقييمها وعلاقتها بالأجيال القديمة أيضا، فهم يعتقدون باستحالة التعايش على طريقتهم أو فهم عقليتهم، خاصة هؤلاء الصغار الذين ينتمون لأمهات غير إماراتيات (ليس جميعهم حتما) أو للذين نشأوا في أسر صغيرة لا تضم كبار العائلة كالأجداد والعمات والخالات مثلا!

وعلى أية حال فالصراع بين الأجيال سمة كل المجتمعات وهو أمر طبيعي نتيجة اختلافات جذرية طالت بنية العقل والتفكير وأساليب التربية والتنشئة ومناهج التعليم وحزم الرسائل الإعلامية التي تلقاها كل جيل ونوع الاتصالات والمواصلات التي استخدموها، ذلك كله يؤثر في أساليب التفكير والنظر الى الحياة والى القيم والقناعات، ومن هنا فإن ما أسجل اعجابي به في حديث أولئك الرجال هو تلك السلاسة والمرونة في التعامل مع الاختلافات، من هنا أرى أن الاستعانة بأمثال هؤلاء في البرامج العائلية والاجتماعية الموجهة للشباب ستحقق سبقا وجماهيرية حقيقية لا زائفة، وأثرا اجتماعيا عميقا في الوعي العام.